ولا يفوتني أن أذكر أن والدتي رحمها الله كان لها الاثر الكبير في حياتي ، فقد فتحت عيني وهي تعلمني قصار السور من القرآن الكريم كما تعلمني الصلاة والطهارة وقد اعتنت بي عناية فائقة لاني ابنها الاول ، وهي ترى إلى جانبها في نفس البيت ضرتها التي سبقتها منذ سنوات عديدة ولها من الاولاد من يقارب سنها ، فكانت تتسلى بتربيتي وتعليمي وكأنها تتبارى في سباق مع ضرتها وأبناء زوجها .
كما أن اسم التيجاني الذي سمتني به والدتي له ميزة خاصة لدى عائلة السماوي كلها التي اعتنقت الطريقة التيجانية وتبنتها منذ أن زار أحد أبناء الشيخ سيدي أحمد التيجاني مدينة قفصة قادما من الجزائر ونزل في دار السماوي فاعتنق كثير من أهالي المدينة خصوصا العائلات العلمية والثرية هذه الطريقة الصوفية
( 11 )
وروجوا لها ، ومن أجل إسمي أصبحت محبوبا في دار السماوي التي يسكنها أكثر من عشرين عائلة وكذلك خارجها ممن لهم صلة بالطريقة التيجانية ، لذلك كان كثير من شيوخ المصلين الذين حضروا تلك الليالي الرمضانية التي ذكرتها يقبلون رأسي ويدي مهنئين والدي قائلين له :
صفحه ۵