ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
ژانرها
وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُون﴾ (١)، ﴿مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ﴾ (٢) أي ليس لهم مستند سوى ذلك ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ (٣)، ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا﴾ (٤) فهم في جميع الآيات قاصرون نظرهم على اتباع الآباء لحسن الظن بهم حتى صار ذلك عادة لهم بل فخرًا يُعَيّرون به مَنْ خالفهم، ويضربون به المثل حتى سمّوا محمدًا ﵌ ابن أبي كبشة، لأنه عبد ما لم يعبد آباؤه كما عبد أبو كبشة الشِّعرى (٥)، وحتى ذكرّوا بذلك أبا طالب وهو في طريق الموت وقالوا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟!
ولذلك خص الأبوين في الإخبار عن تغيير الفطرة "وإنما يهودانه أو ينصرانه" ولذلك مقت الله الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله، وفسَّر رسول الله ﵌ اتخاذهم بأنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئًا استحلوه وإذا حَرَّموا عليهم شيئًا حرموه كما أخرجه الترمذي عن عَدِّي بن حاتم ﵁.
فمن عقل وأنصف فلينظر إلى جميع بني آدم في القديم والحديث في الملل الكفرية ثم المذاهب الإسلامية! بعد إخراجه للأنبياء صلى الله عليهم ومن سار على سيرتهم من السابقين
_________
(١) سورة الزخرف آية ٢٣
(٢) سورة هود آية ١٠٩
(٣) سورة الشعراء آية ٧٤
(٤) سورة يونس آية ٧٨
(٥) كانت خزاعة تعبد (الشِّعرى) وهو نجم من نجوم برج الجوزاء شديد الضياء، وأول من سَنَّ لهم ذلك رجل من أشرافهم يُقال له (أبوكبشة) عبدها، وقال: لأنّ النجوم تقطع السماء عرضًا والشِّعرى طولًا فهي مخالفة لها فعبدتها خزاعة، فلما خرج رسول الله ﵌ على خلاف العرب في الدين سمّوه (ابن أبي كبشة) لخلافه إياهم كخلاف أبي كبشة في عبادة الشِّعرى.
1 / 19