المؤسسة والجامعة في أي إقليم يمكن الوصول إلى إشراف دقيق يثري كافة الجوانب المطلوبة ويتابع ما يجد بالبحث والتخطيط.
ولعل في هذا المؤتمر مؤشرًا على جدوى هذا الاقتراح الذي نرجو له الاستمرار والعموم.
٢ـ إقامة دورات للتعليم والتدريب:
يجب إقامة دورات تعليمية للدعاة، تأكيدًا لما علموا، وتأسيسًا لما لم يعلموا لأن العلم يحتاج إلى المحافظة، وحياته مدارسته، كما أن التربية تعتمد في كثير على الخبرة والممارسة وللمسلمين في ذلك أسوة برسول الله ﷺ فلقد كان شديد الحرص على حفظ ما يوحى إليه حتى طمأنه الله على أن حفظ القرآن الكريم وبيانه متحققان بأمر الله تعالى وذلك في قوله ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ ١، وتأكيدًا لاستمرار الحفظ والفهم والبيان كان جبريل ﵇ يأتي رسول الله ﷺ ليدارسه ما نزل من القرآن مرة، وفي العام الأخير من حياته ﷺ دارسه القرآن مرتين ٢، وكان ﵊ يتعهد أصحابه بالتربية والتدريب ولا يكتفي بأنهم علموا فلقد جاء مرة إلى ابن مسعود وقال له: "اقرأ علي شيئًا من القرآن، فقال له ابن مسعود: أأقرأه عليك وعليك أنزل؟! فقال له: نعم. إني أحب أن أسمعه من غيري" ٣.
ومرّ ﷺ على بلال وهو يقرأ من هذه السورة وهذه السورة. فقال: " يا بلال مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة وهذه السورة. فقال: أخلط الطيب بالطيب. فقال له: اقرأ السورة على وجهها" ٤.
وهكذا كان النبي ﷺ يربي أصحابه، ويؤكد لهم ما علموا ويوجههم نحو الخير فيما علموا، ويدرهم على القراءة والحفظ أمامه مرة ومرة حتى يتأكد من إتقانهم وقرائتهم وفهمهم للقرآن الكريم.
إن تدريب الدعاة مدارسة لفقههم الدعوة وعلومها، وممارسة عملية على الوسائل الحديثة في فن الدعوة. ومن
١ سورة القيامة آية ١٧، ١٨، ١٩. ٢ صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن جـ ٦ ص ٢٢٩. ٣ الاتقان جـ ١ ص ١٠٩. ٤ المصدر السابق جـ ١ ص ١٠٩.
1 / 86