الحكم من المعاملات والمواريث والنكاح والأطعمة في آيات القرآن الكريم
الحكم من المعاملات والمواريث والنكاح والأطعمة في آيات القرآن الكريم
ژانرها
فعن جابر بن عبد الله ﵁ قال: (بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامًا فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا حَتَّى مَا بَقِيَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ) (^١).
ولما كانت التجارة من أعظم ما يشغل العبد عن الصلاة (^٢)، أمرهم الله تعالى كما انفضوا إليها وسعوا لها، أن يسعوا إلى الصلاة فإنها هي الأحق بالسعي والاهتمام وأن يتركوا البيع والشراء، فإن ما عند الله خير من اللهو والتجارة فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩)﴾ [الجمعة: ٩].
وليس المراد بالسعي هنا الإسراع في المشي، وإنما الإسراع بالقلب والنية والعمل، بأن تكون الصلاة هي الشغل الشاغل، وأن يكون العبد متيقظا لأمر الله بالاستجابة لأمره والقيام بحقوقه (^٣).
فالواجب على العبد أن يقدم حق الله على مصالحه وذلك لأن الله قد تكفل لعباده بالرزق، فمن قدّم حق الله واشتغل بما أمر كفاه الله مؤونة الرزق (^٤) والله خير الرازقين.
(^١) رواه البخاري، كتاب البيوع، بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ برقم (١٩٥٣). ومسلم في كتاب الجمعة، بَاب في قَوْلِه تَعَالَى ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ برقم (٨٦٣). (^٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن (٢٠/ ٤٧٤). (^٣) انظر: تفسير القرآن العظيم (٨/ ١١٩). (^٤) انظر: الموافقات (٣/ ٢٢٢).
1 / 60