149

The Tatars from the Beginning to Ain Jalut

التتار من البداية إلى عين جالوت

ژانرها

عزل السلطان عز الدين علي وتولي قطز الحكم قطز ﵀ وإن كان يدير الأمور فعليًا في مصر، إلا أن الذي يجلس على الكرسي سلطان طفل، ولا شك أن هذا كان يضعف من هيبة الحكم في مصر، ويزعزع من ثقة الناس بملكهم، ويقوي كذلك من عزيمة الأعداء عندما يرون الحاكم طفلًا. في ضوء الخطر التتري الرهيب، والمشاكل الداخلية الطاحنة، والاضطرابات وثورات المماليك البحرية، وأطماع الأمراء الأيوبيين الشاميين لم يجد قطز ﵀ أي معنى لأن يبقى السلطان الطفل نور الدين علي على كرسي أهم دولة في المنطقة وهي مصر، والتي لم يعد هناك أي أمل في صد التتار إلا فيها، وهنا أخذ قطز ﵀ القرار الجريء، وهو عزل السلطان الطفل نور الدين علي، وصعود قطز بنفسه على عرش مصر، ولم يكن هذا القرار غريبًا، فـ قطز كان هو الحاكم الفعلي للبلاد، والجميع بما فيهم السلطان الطفل نفسه نور الدين علي يدركون ذلك تمام الإدراك، ولكن قطز لم يكن يتحرك إلا من خلف هذه الصورة الهزلية المضحكة، وهي صورة السلطان الطفل، فما كان من قطز إلا أن أخذ هذا القرار الجاد في (٢٤) ذي القعدة سنة (٦٥٧) من الهجرة؛ ليظهر من ورائها الأسد الهصور قطز ﵀ الذي على يديه ستتغير معالم الأرض وجغرافية العالم، وتتغير كثير من صفحات التاريخ. وقبل وصول هولاكو إلى حلب بأيام، ومنذ أن صعد قطز ﵀ إلى كرسي الحكم، بدأ يعد العدة للقاء التتار، وحدثت أحداث جسام على أرض مصر، فقد انتهج نهجًا جديدًا على ذلك الزمن، ورفع رايات جديدة ما رفعت منذ أمد، وجهز جيوشًا ما جهزت منذ أزمان بعيدة، وفي عهده كان اليوم الذي لا يشبهه من أيام الزمان إلا قليل، وأما كيف حدث كل ذلك، فتعالوا نرى وننظر إلى قطز ﵀ كيف عمل؟ وكيف استلم البلاد؟ وكيف وصل بها إلى ما وصل إليه ﵀؟!

8 / 5