The Sufi Thought in Light of the Quran and Sunnah
الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة
ناشر
مكتبة ابن تيمية
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
يشاء ولا يظلمون فتيلًا انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا﴾ [النساء ٤٩: ٥٠] ومنها قوله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا﴾ [النساء: ١٢٣]، وكان هذا ردًا على اليهود الذين قالوا: نحن أهل الجنة، ونحن شعب الله المختار، وردًا على النصارى الذين قالوا: بل نحن أهل الجنة، لأننا أتباع ابن الله المخلص للبشر من خطيئتهم، ورد أيضًا على المسلمين الذين قالوا: بل نحن أهل الجنة لأننا أتباع رسوله محمد خاتم الرسل والموحدين، فأخبر تعالى أن الجنة ليست بالأماني، وإنما بالعمل الصالح، وأن من عمل سوءًا يجز به، ولا تنفعه نسبته وروي في الحديث: (من قال أنا في الجنة فهو النار) (فيه إشارة إلى ضعفه، وقد أورده الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة ص٤٢٣ ضمن الحديث على حديث: [من قال: أنا مؤمن فهو كافر، ومن قال: أنا عالم فهو جاهل] وعزاه إلى (المعجم الصغير للطبراني عن يحيى بن أبي كثير) وقال: وسنده ضعيف، وهو عند الديلمي في مسنده عن جابر بسند ضعيف جدًا، ورواه الحارث بن أبي أسامة من جهة قتادة عن عمر بن الخطاب موقوفًا عليه، وهو منقطع) .
د - والدليل الرابع أن رجلًا جاء إلى الرسول ﷺ فقال له: ما شاء الله وشئت فقال له ﷺ: (أجعلتني لله ندًا؟ قل ما شاء الله وحده) (رواه أحمد (١/٢١٤ و٢٢٤ و٢٨٣ و٣٤٧) والبخاري في (الأدب المفرد - ٧٨٣) وغيرهما، وأورده أستاذنا الألباني في (السلسلة الصحيحة - ١٣٨) وعزاه إلى مخرجيه وحسنه)، فجعل ﷺ المشيئة لله وحده، حتى يُعلّم المؤمنين أن لا مشيئة لأحد مع مشيئة الله ﵎.
هـ - ـ وأما الدليل الخامس فهو أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم مروا في أثناء خروجهم إلى هوازن بعد فتح مكة على شجرة، كان المشركون يعلقون عليها سيوفهم، ظانين أنه من فعل ذلك حالفه النصر في معاركه مع
1 / 22