التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة

عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي d. 1376 AH
50

التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة

التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة

ناشر

دار طيبة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٤هـ

محل انتشار

الرياض

ژانرها

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ أعظم فرح يقدر، فإنه ليس في الدنيا نظير فرح هذا الذي في أرض فلاة مهلكة، وقد انفلتت منه راحلته التي عليها مادة حياته من طعام وشراب وركوب، فأيس منها، وجلس ينتظر الموت، فإذا هو بها واقفة على رأسه، فأخذ بحطامها وكاد الفرح أن يقضي عليه، وقال من الدهشة وشدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، فتبارك الرب الكريم الجواد الذي لا يحصى العباد ثناءًا عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده، وهذا الفرح تبع لغيره من الصفات، كما تقدم أن الكلام على الصفات يتبع الكلام على الذات، فهذا فرح لا يشبه فرح أحد من خلقه لا في ذاته ولا في أسبابه ولا في غاياته، فسببه الرحمة واللاحسان، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين. وقوله ﷺ: «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدها الآخر كلاها يدخل الجنة» (متفق عليه) . وهذا أيضًا من: كمال وجمال إحسانه وسعة رحمته.

1 / 59