The Seerah - Lessons and Insights
السيرة النبوية - دروس وعبر
ناشر
المكتب الإسلامي
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
ژانرها
الإصلاح خسارة كبيرة لا يملك معها زوجها الداعية إلا أن يحزن ويأسى.
٣ - والحزن على فقد القريب الحامي لدعوة الحق غير المؤمن بها، وعلى فقد الزوجة المؤمنة المخلصة، حزن تقتضيه طبيعة الإخلاص للدعوة، والوفاء للزوجة المثالية في تضحيتها وتأييدها، ولذلك قال الرسول لما مات أبو طالب: «رحمك الله وغفر لك، لا أزال أستغفر لك حتى ينهاني الله» فاقتدى المسلمون برسولهم يستغفرون لموتاهم المشركين حتى نزل قول الله ﵎: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [التوبة: ١١٣] فامتنع النبي عن الاستغفار لأبي طالب، كما امتنع المسلمون عن الاستغفار لموتاهم.
... ولذلك أيضا ظل الرسول ﷺ طيلة حياته يذكر فضل خديجة، ويترحم عليها، ويبر صديقاتها، حتى كانت عائشة تغار منها - وهي متوفاة- لكثرة ما كانت تسمع من ثناء النبي ﷺ عليها، فقد روى البخاري عنها ﵂ أنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي ﷺ ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي ﷺ يكثر ذكرها، ولربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق - صديقات- خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: أنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد.
٤ - في توجه الرسول ﷺ إلى الطائف بعد أن
1 / 57