The Sealed Nectar with Additions
الرحيق المختوم مع زيادات
ناشر
دار العصماء
شماره نسخه
الأول
سال انتشار
١٤٢٧
محل انتشار
دمشق
ژانرها
والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعونه ولا يرون القائل:
جزى الله رب العرش خير جزائه ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به ... وأفلح من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم ... به من فعال لا يجازى وسؤدد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
قالت أسماء: ما درينا أين توجه رسول الله ﷺ إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة فأنشد هذه الأبيات، والناس يتبعونه ويسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج من أعلاها.
قالت: فلما سمعنا قوله عرفنا حيث توجه رسول الله ﷺ، وأن وجهه إلى المدينة «١» .
(٥) وفي الطريق لقي النبي ﷺ أبا بريدة، وكان رئيس قومه، خرج في طلب النبي ﷺ وأبي بكر؛ رجاء أن يفوز بالمكافأة الكبيرة التي كان قد أعلن عنها قريش، ولما واجه رسول الله ﷺ وكلمه أسلم مكانه مع سبعين رجلا من قومه، ثم نزع عمامته، وعقدها برمحه، فاتخذها راية تعلن بأن ملك الأمن والسلام قد جاء ليملأ الدنيا عدلا وقسطا «٢» .
(٦) وفي الطريق لقي رسول الله ﷺ، وهو في ركب المسلمين، كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله ﷺ وأبا بكر ثيابا بيضاء «٣» .
النزول بقباء:
وفي يوم الإثنين ٨ ربيع الأول سنة ١٤ من النبوة- وهي السنة الأولى من الهجرة- الموافق ٢٣ سبتمبر سنة ٦٢٢ م نزل رسول الله ﷺ بقباء «٤» .
_________
(١) زاد المعاد ٢/ ٥٣، ٥٤.
(٢) رحمة للعالمين ١/ ١٠١.
(٣) روى ذلك البخاري عن عروة بن الزبير ١/ ٥٥٤.
(٤) رحمة للعالمين ١/ ١٠٢- وفي هذا اليوم تم عمره ﷺ ثلاثة وخمسين عاما كاملا لا وكس ولا شطط، وتم على نبوته ثلاثة عشر عاما كاملا عند من يقول: إنه أكرم بالنبوة في ٩ ربيع الأول في سنة ٤١ من عام الفيل، وأما-
1 / 115