فكن من الصابرين؛ لأنك فعلت كل شيء، ولم تستطع فعل أي شيء في الوقت الحاضر، فالصبر إن الله يحب الصابرين.
عبدي أطعني أجعلك عبدًا ربانيًّا تقول للشيء كن فيكون
فالله ﷾ يحب إذا عزمت أن تتوكل عليه، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (١)، ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ (٢) .
فقال الشاب: وإذا صبرت هل هذه هي نهاية المطاف؟
فابتسم الرجل وقال له: كما قلت لك أيها الشاب: إن نهاية المطاف هي بداية مطاف جديد، ونهاية هذا المطاف الجديد هي بداية مطاف آخر جديد، ولا يتوقف ذلك حتى النهاية، إلا وقد انتهت الحياة بنهاية الرسول ﷺ؛ لأنه لم ينته ولكن علمه وأسلوبه وطريقته وأخلاقه وعلومه وما أعطاه الله ﷺ له ما زال مستمرًا، وسيكون مستمرًا إلى يوم الدين، وهذا ما فعله الله ﷾ مع الرسل والأنبياء والصحابة ومع الأولياء، وهذا ما فعله الله ﷾ أعطانا لكي تستمر عجلة المعرفة، وهذه العجلة تعطي فتعطي، وعندما تأخذها أنت فتعطيها تصبح قناة وصل تأخذها من المولى ﷿ وتعطيها للآخرين، فأصبحت أنت القناة، فتتمتع بما
(١) سورة آل عمران: ١٥٩.
(٢) آل عمران: ١٤٦.