والراجح عند الجمهور، وهو الذي لا يجوز غيره: أن الخضر نبي، والدليل على نبوته من القرآن أمور:
١ - قوله لموسى: ﴿قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ (^١) ولا يجرؤ ولي أن يخاطب رسولًا بهذا النفي المؤكد اعتمادًا على مجرد الإلهام أو الكشف، ولولا أنه نبي يوحى إليه ما علم ذلك ولا نطق به.
٢ - قتله للغلام، ولولا أنه أوحي إليه بقتله لما فعل ذلك بمجرد إلهام الأولياء.
٣ - قوله عن اليتيمين: ﴿فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا﴾ (^٢)؛ ما علم إرادة الله ذلك إلا بوحي منه.
٤ - قوله: ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾ (^٣) أي فعلته بوحي.
٥ - علم النبي يقيني بوحي، وعلم الولي ظني بإهام، ولم يكن موسى ليرحل في طلب علم ظني، يخطئ ويصيب، ومعه علم يقيني لا يخطئ.
٦ - تبين لي من أسلوب القرآن الكريم أن الله تعالى إذا نسب إلى ذاته المقدسة تعليم شخص معين، فذلك دليل على نبوته؛ اقرأ قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ (^٤)، وعملك ما لم تكن تعلم (^٥)، ﴿وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ (^٦)، ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا
(^١) سورة الكهف، الآية (٦٧).
(^٢) سورة الكهف، الآية (٨٢).
(^٣) سورة الكهف، الآية (٨٢).
(^٤) سورة البقرة، الآية (٣١).
(^٥) سورة النساء، الآية (١١٣).
(^٦) سورة المائدة، الآية (١١٠).