The Quranic Law: Evidence of its Miraculous Nature

محمد أبو زهرة d. 1394 AH
87

The Quranic Law: Evidence of its Miraculous Nature

شريعة القرآن من دلائل إعجازه

ناشر

دار العروبة

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

يعرف حربًا رحيمة كحرب أولئك الصديقين والشهداء الصالحين، ووازنوا بين تلك الحرب التي كانت رحمة للعالمين ولا يقاتل فيها إلا من يحمل سيفًا ويضرب، والتي كان يعامل فيها الأسرى كأنهم في ضيافة، والتي اعتبر فيها إطعام السير من أقرب القربات. كما قال سبحانه في وصف المتقين الأبرار: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ ولقد أنزل النبي ﷺ أسرى المشركين في غزوة بدر بدور الأنصار، وأوصاهم بهم خيرًا، فكانوا يقدمون الطعام لهم ويؤثرونهم على ذويهم، وكأنهم في ضيافة، قابلوا بين هذا وما يصنع اليوم مع أسرى الحروب، وإن الصحف لتذكر أم من أسرى الحروب الأخيرة من تجاوز المليون والنصف، لا يعرف مقرهم ولا يعرف حالهم: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ ولكن أنى تكون الموازنة وتلك حرب تستمد قانونها من قانون الغابات والآكام. وإذا كانت شريعة القرآن رحمة بالناس لأن رسالة الرسول ﵇ كانت رحنة بالناس - أن جاءت الشريعة في جملتها وتقصيلها لمصلحة الناس، وما من مصلحة حقيقية للناس وليست وهمًاَ من الأوهام إلا وقد تبينت النصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية بالعبارة المبينة أو الإشارة الجليلة أو العلة القياسية، وقد

1 / 91