124

الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

ژانرها

فقال الْيَهُودِيُّ: إنما نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الذي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ، فقال رسول الله ﷺ: إِنَّ اسمي مُحَمَّدٌ الذي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي. فقال الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ. فقال له رسول اللَّهِ ﷺ: أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إن حَدَّثْتُكَ؟ قال: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، فَنَكَتَ (١) رسول اللَّهِ ﷺ بِعُودٍ معه فقال: سَلْ. فقال الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ الناس يوم تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول اللَّهِ ﷺ: هُمْ في الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ (٢). قال: فَمَنْ أَوَّلُ الناس إِجَازَةً (٣)؟ قال: فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ. قال الْيَهُودِيُّ: فما تُحْفَتُهُمْ (٤) حين يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قال زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ (٥). قال: فما غِذَاؤُهُمْ على أثرها؟ قال: يُنْحَرُ لهم ثَوْرُ الْجَنَّةِ الذي كان يَأْكُلُ من أَطْرَافِهَا. قال: فما شَرَابُهُمْ عليه؟ قال: من عَيْنٍ فيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (٦). قال: صَدَقْتَ. قال: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عن شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ من أَهْلِ الأرض إلا نَبِيٌّ أو رَجُلٌ أو رَجُلَانِ.

(١) النكت: معناه يخط بالعود في الأرض ويؤثر به فيها وهذا يفعله المفكر المهموم. انظر: الفائق في غريب الحديث، (١/ ٣٧١) المؤلف: محمود بن عمر الزمخشري، الناشر: دار المعرفة - لبنان، الطبعة الثانية، تحقيق: علي محمد البجاوي محمد أبو الفضل إبراهيم. (٢) الجسر: بفتح الجيم وكسرها لغتان مشهورتان والمراد به هنا الصراط. انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم (٣/ ٢٩). مرجع سابق. (٣) الإجازة: الجواز والعبور، انظر: المصدر السابق. (٤) تحفتهم: بإسكان الحاء وفتحها لغتان، وهي ما يهدي إلى الرجل ويخص به ويلاطف. انظر: المصدر السابق. (٥) النون: هو الحوت وجمعه نينان. انظر: المصدر السابق. (٦) سلسبيلا: قال جماعة من أهل اللغة والمفسرين السلسبيل اسم للعين، وقال مجاهد وغيره هي: شديدة الجري، وقيل في السلسلة اللينة. انظر: المصدر السابق.

1 / 135