285

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

ناشر

دار المسلم للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ (١).
فقوله: ﴿الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ صفة سلبية جئ بها لإثبات كمال ضدها، وهي الحياة.
وكقوله - تعالى: ﴿لَا تَاخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ (٢). فهو لإثبات كمال قيوميته ﵎.
والغضب: ضد الرضا (٣).
وفي الحديث: «ألا وإن الغضب جمرة توقد في ابن ادم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه (٤)»).
والغضب صفة من صفات الله - تعالى - يجب إثباتها لله، كما يليق بجلاله وعظمته، ولا تشبه صفات المخلوقين.
قال تعالى: ﴿وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عليكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عليهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾ (٥).
وفي حديث أبي هريرة في الشفاعة: «إنَّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم

(١) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٢) انظر: «لسان العرب» مادة: غضب.
(٣) أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري - الترمذي في الفتن باب ما اخبر النبي ﷺ أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة الحديث ٢١٩١. وقال: «حديث حسن صحيح»، واحمد ٣: ١٩، ٦١.
(٤) سورة طه، الآية: ٨١.
(٥) أخرجه البخاري عن أبي هريرة مطولًا في الانتبياء الحديث ٣٣٤٠، ومسلم في الأيمان الحديث ١٩٤.

1 / 288