269

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

ناشر

دار المسلم للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

المقصود في الطريق فلا يحجب عنه بالوسيلة، والتاسعة أن يشهده فقره وضرورته إلى هذه الهداية فوق كل ضرورة، والعاشرة أن يشهده الطريقين المنحرفين عن طريقها وهما طريق أهل الغضب وطريق أهل الضلال»
﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الصراط مفعول ثاني لـ ﴿اهْدِنَا﴾ كما تقدم و«أل» في الصراط للعهد العلمي الذهني أي الصراط المعلوم المعهود، لأن اللام إذا دخلت على موصوف اقتضت انه أحق بتلك الصفة من غيره. وإنما جاء الصراط معرفًا لأن المقام مقام دعاء وطلب. ويأتي الصراط منكرًا إذا كان المقام مقام إخبار كقوله تعالى: ﴿وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ (١) وكقوله: ﴿وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (٢) وكقوله: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (٣).
قرأ ابن كثير (السراط) بالسين في جميع القران، وقرأ حمزة بإشمام السين بين الزاي والصاد، وقرأ بقية القراء (الصراط) بالصاد (٤).
ومعني الصراط: الطريق المسلوك، والسبيل الواضح مأخوذ من الاستراط وهو الابتلاع، يبتلع السائر فيه، والماشي عليه: أي

(١) سورة الفتح، الآية: ٢.
(٢) سورة الانعام، الآية: ٨٧.
(٣) سورة الانعام، الآية: ١٦١، انظر «بدائع الفوائد» ٢: ١٢ - ١٣.
(٤) انظر: «معالمم التنزيل» ١: ٤١، «الكشاف» ١: ١١، «المحرر الوجيز» ١: ٧٩، «زاد المسير» ١: ١٤، «انوار التنزيل» ١: ١١.

1 / 272