255

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

ناشر

دار المسلم للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

تعالى: ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ (١)
فالمراد بإسلام الوجه لله الإخلاص له في العبادة.
والمراد بقوله: ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ أي متبع لما جاء عن الله، لا مبتدع وقال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (٢)، وقال تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ (٣).
قال الفضيل بن عياض: «أي أخلصه وأصوبه» (٤)
وقد جعل الله -تعالى- العبودية وصفًا لأكمل خلقه وأحبهم إليه، وهم رسله وأنبياؤه ﵈، كما جعلها وصفًا لمن اصطفاه من المؤمنين.
فوصف بها نبيه محمدًا ﷺ أفضل خلقه وخاتم رسله، في أشرف مقاماته، وهو مقام إنزال الكتاب عليه، فقال تعالى: ﴿وَإِنْ

(١) سورة لقمان، الآية:٢٢
(٢) سورة الكهف، الآية: ١١٠
(٣) سورة هود، الآية: ٧، وسورة الملك، الآية:٢
(٤) انظر «مجموع الفتاوى» ١٠: ١٧٣. وقد ذكر ابن القيم ﵀ أن الناس ينقسمون بالنسبة لهذين الأصلين، وهما الاخلاص والمتابعة إلى أربعة أقسام أحدها أهل الإخلاص والمتابعة وهم أهل ﴿إياك نعبد﴾ حقيقة والضرب الثاني من لا إخلاص له ولا متابعة، والضرب الثالث من هو مخلص في أعماله لكنها على غير متابعة الأمر والضرب الرابع من أعماله على متابعة الأمر لكنها لغير الله. أنظر «مدارج السالكين» ١: ١٠٧_١٠٩.

1 / 258