The Proposed Methodology for Understanding the Term
المنهج المقترح لفهم المصطلح
ناشر
دار الهجرة للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
محل انتشار
الرياض
ژانرها
بل لقد كان عمر ﵁، كما سقول الإمام الذهبي: «هو الذي سن للمحدثين التثبت في النقل» (١) . يعني: أنه حرص على إشاعة هذه السنة وتعليهما، وأخذ الرعية على التزامها، والتشديد في ذلك؛ وهي سنة التوثق والتحري للسنة.
قال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: «بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود، وإلى أبي الدرداء، وإلى أبي مسعود الأنصاري،] وإلى أبي ذر [، فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله ﷺ!!
فحبسهم بالمدينة (٢)، حتى استشهد» (٣)
_________
(١) تذكرة الحافظ (١/٦) .
(٢) قال أبو عبد الله ابن بري شيخ الرامهرمزي - كما في المحدث الفاصل (٥٥٣رقم ٧٤٥) ـ: «يعني منعهم من الحديث، ولم يكن لعمر حبس» . قلت تنبيه حسن. ظاهر أن معنى (حبسهم)، أي: منعهم الخروج من المدينة.
(٣) إسناده صحيح، فإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قد سمع من عمر ﵁ على الصحيح، كما يأتي بيانه. أخرجه الإمام أحمد في العلل (رقم ٣٧٢)، وابن سعد في الطبقات (٢/٣٣٦)، وابن أبي شيبه في المصنف (٨/٧٥٦)، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (رقم ١٤٧٩)، والبلاذري في أنساب الأشراف - ترجمة الشيخين: أبي بكر وعمر - (١٥١)، والطحاوي في بيان مشكل أحاديث رسول الله ﷺ واستخراج ما فيها من الأحكام ونفي التضاد عنها - المطبوع باسم: شرح مشكل الآثار! انظر نماذج المخطوطات في مقدمة تحقيقه (١/١٠٥ـ ١١٩)، وفهرسة أبي بكر الإشبيلي (٢٠٠) - (١٥/٣١١ـ ٣١٢)، والطبراني في المعجم الأوسط - كما في مجمع البحرين للهيثمي (رقم ٣٠٤)، والرامهرزي في المحدث الفاصل (رقم ٧٤٥)، والحاكم وصححه في المستدرك (١/١١٠)، وأبو نعيم في الإمامة (رقم ١٣٠)، وابن حزم في الإحكام (٢/١٣٩)، والخطيب في شرف أصحاب الحديث (٨٧ رقم ١٩٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق - المطبوع ت (٣٩/١٠٨) - والمخطوط - (١٣/٧٤٩-٧٥٠، ٧٥٠) . وله أسانيد متعددة، تلتقي: في شعبة بن الحجاج أو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، كلاهما: عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
به.
والأسانيد بذلك صحيحه، كما سبق.
لكن بعض الأئمة أعله بالانقطاع بين إبراهيم وعمر ﵁، منهم: ابن حزم في الإحكام (٢/٢٣٩-١٤٠)، وشنع في رده. ونحوه الهيثمي في مجمع البحرين (١/٢٦٣)، حيث قال: «هذا باطل، لا يصح عن عمر..»، ثم أعله بالانقطاع، ورد قول الواقدي بإثبات سماع إبراهيم من عمر ﵁.
وإليك بسط مسألة سماع إبراهيم بن عبد الرحمن من عمر ﵁:
فنفى السماع - كما سبق ـ: ابن حزم، والهيثمي. وقال البيهقي في السنن الكبرى (٨/٢٧٧): «لم يثبت له سماع من عمر بن الخطاب ﵁، وإنما يقال رآه» .
وخالفهم جماعة: فقال الإمام أحمد في العلل (رقم ٤٦٤): «وإبراهيم بن عبد الرحمن لا شك فيه، سمع من عمر» .
وقال يعقوب بن شيبة - كما في تاريخ دمشق لابن عساكر المطبوع (٢/٤٦١)، وكما في تهذيب التهذيب (١/١٣٩) ـ: «لا نعلم أحدًا من ولد عبد الرحمن روى عن عمر سماعًا غيره» .
وأثبت السماع أيضًا: ابن جرير الطبري، كما في التهذيب (١/١٤٠) . وأثبته أيضًا الواقدي، فقال - كما في طبقات ابن سعد (٥/٥٦) ـ: «لا نعلم أحدًا من ولد عبد الرحمن بن عوف روى عن عمر سماعًا ورؤية غير إبراهيم» .
والفصل في ذلك الروايات بأزمتها وخطمها!
قال الدولابي في الكنى (١/١٨٩): «حدثنا محمد بن منصور الجواز، حدثنا عبد الله بن جعفر بن المسور ابن مخرمة، عن سعد بن إبراهيم، (أو حممة)، وكان جارنا يبيع الخمر» .
وهذا إسناد حسن.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (٥/٥٦)، قال ك «أخبرنا يزيد بن هارون، ومعن بن عيسى، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديل، قالوا: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: إن عمر بن الخطاب حرق بيت رويشد الثقفي وكان حانوتًا للشراب، وكان عمر قد نهاه، فلقد رأيته يلتهب كأنه جمرة» .
وهذا إسناد صحيح. وقال سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: «اشهد على أبي، أنه أخبرني: أن أمه أمرت بشاةٍ فسلخت] وفي رواية: إني لأذكر مسك شاةٍ [، حين جلد عمر أبا بكرة، فألبستها إياه. فهل كان ذلك إلا من جلدٍ شديد؟!» . ... =
أخرجه عبد الرزاق (رقم ١٣٥١٠)، وابن أبي شيبة (٩/٥٢٤-٥٢٥، ٢٥٦، ووقع فيه تحريف ظاهر)، والبيهقي في السنن الكبرى (
٨/٣٢٦) . وإسناده صحيح. ومما يدل أيضًا على إدراكه لعمر ﵁: أنه ولد في أواخر حياة النبي ﷺ، ولذلك ذكره جماعة في الصحابة، كابن مندة، وأبي نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر.
انظر معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢/١٥٩رقم ٧٦)، والاستيعاب لابن عبد البر (١/٦١رقم ٢)، وأسد الغابة لابن الأثير (١/٥٣)، والإصابة لابن حجر (١/٩٨) .
1 / 19