The Prophetic Sunnah as Revelation - Khalil Khater
السنة النبوية وحي - خليل خاطر
ناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
ژانرها
ﷺ بأمر الله، فكان وحيًا إليه.
وقيل: جعل الله إليه لما شهد له به من أنه يهدي إلى صراط مستقيم، أن يسن.
وأيهما كان؛ فقد ألزمهما الله تعالى خلقَه، ولم يجعل لهم الخِيَرَةَ من أمرهم، فيما سَنَّ لهم، وفرض عليهم اتباع سنته. اهـ.
وقال رحمه الله تعالى - في موطن آخر (١) في تعليقه على حديث اللعان، فيما نَقل عمَّن سبقه -: فأَمْرُ الله تعالى إياه وجهان:
أحدهما: وحيٌ ينزل، فيُتلى على الناس.
الثاني: رسالةٌ تأتيه عن الله تعالى، بأن افعل كذا فيفعله، ... اهـ
وقال الإمامُ ابنُ حزم الظاهريُّ رحمه الله تعالى (٢): لما بيَّنّا أن القرآن هو الأصل المرجوع إليه في الشرائع؛ نظرنا فيه فوجدنا فيه إيجابَ طاعة ما أمرنا به رسول الله ﷺ (ووجدناه ﷿ يقول فيه واصفًا لرسوله ﷺ: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:٣– ٤] فصح لنا أن الوحيَ ينقسم من الله ﷿ إلى رسوله ﷺ إلى قسمين:
أحدهما: وحيٌ متلُوٌّ، مؤَلَّفٌ تأليفًا، معجزُ النظام، وهو القرآن.
والثاني: وحيٌ مرويٌّ، منقولٌ غيرُ مؤلَّفٍ، ولا معجز النظام، ولا متلُوٍّ، لكنه مقروء، وهو الخبرُ عن رسول الله ﷺ، وهو المبيِّنُ عن الله ﷿ مرادَه منا، قال الله تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: ٤٤] .
_________
(١) انظر الأم (٥: ١١٣ - ١١٤) وانظر: مناهل العرفان (١: ٥٠) .
(٢) الإحكام في أصول الأحكام (١: ٩٦ - ٩٨) .
1 / 4