The Prophetic Sunnah as Revelation - Khalil Khater
السنة النبوية وحي - خليل خاطر
ناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
ژانرها
والمبيت في منى ليالي أيام التشريق، ... وما مبطلات الحج، وما يلزم فيه الدم، وما لا، ... إلخ كل ذلك جاءت به السنة النبوية الشريفة.
ومثل ذلك في المعاملات وغيرها كثير.
فهل عيَّن النبي المصطفى الكريم ﷺ ذلك من عند نفسه، أو هو الوحي الذي لم نطَّلع عليه؟ وكيف يكون من عند نفسه - حاشاه بأبي هو وأمي - والله تعالى يقول: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ﴾ لكنه البيان الذي وَكَل الله تعالى إليه، وأوحاه له فنطق به، حيث يقول الله جل شأنه: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ بعد أن تكفَّل الله تعالى بالبيان ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ وقد أخبرنا تعالى بأنه ﷺ لا ينطق عن الهوى إنما هو الوحي ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ فهو ﷺ يَتَّبع ما يوحيه الله تعالى إليه في كل أموره، كما أخبرنا الله جل شأنه عنه ﷺ ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ ﴿قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي﴾ ثم ما كان رسول الله ﷺ يفعل ذلك من عند نفسه، ولو فعل ﷺ لما أقرَّه الله تعالى، ولذكر الله تعالى ذلك لنا في كتابه الكريم، ولكان ﷺ متقوِّلًا على ربه - حاشاه بأبي هو وأمي - فلما أقره الله تعالى - بل وَكَلَ ذلك البيان إليه؛ دلَّ على أن ما فعله ﷺ من البيان إنما هو بأمر الله ﷿ الذي أوحاه إليه، وأنه ﷺ إنما اتبع ما يوحى إليه، وإن كان قد خفي علينا كثيرٌ من ذلك، لأن بعضًا منه قد صرح ﷺ بتعليم جبريل ﵇ له، كما ذكرته في الأصل، والله تعالى أعلم.
والنصوص في هذا النوع كثيرة، إنما ذكرت ما يناسب هذا المختصر، والله تعالى أعلم.
1 / 26