The Prophetic Sunnah as Revelation - Khalil Khater
السنة النبوية وحي - خليل خاطر
ناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
ژانرها
- فإن كان قرآنًا افتقر هو الآخر إلى بيان آخر أيضًا، وهكذا يحتاج القرآن إلى قرآن تالٍ ليبيِّنه، ... ويكون التسلسل.
يضاف إلى ذلك أيضًا أن مجملَ القرآن، ومعانيه، وأحكامَه، ... موجودةٌ في القرآن الكريم، وقد بيَّنها النبي المصطفى الكريم ﷺ،كما سيأتي ذكرُ بعضه بعد قليل، إن شاء الله تعالى.
- وإن كان البيان علاوةً على القرآن الكريم - وهو الحقُّ - كان منزَّلًا أيضًا، باعتبار قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ حيث تكفَّل به، وكان هذا البيانُ المنزَّلُ غيرَ الذي نقرؤه، وهو وحيٌ أيضًا باعتبار الالتزام الذي التزم الله ﷾ به في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ ولا شك أن هذا البيان هو السنة؛ الموحى بها إلى النبي المصطفى الكريم ﷺ، والله تعالى أعلم.
ومن هنا يتضح كيف أن الله جل شأنه قد وكَلَ هذا البيانَ إلى رسوله المصطفى الكريم ﷺ، حيث قال جل شأنه ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: ٤٤]
بل حصر الله ﷾ مهمَّةَ رسوله الكريم ﷺ في ذلك، فقال جل شأنه ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [النحل: ٦٤]
فهذا البيانُ المُلتَزَمُ به مِن قِبل الله ﷿، والمعهودُ به إلى النبي المصطفى الكريم ﷺ هو من الوحي المنزَّل، باعتبار الالتزام، والعهد به إلى النبي المصطفى الكريم ﷺ، وبه بانت السنة النبوية أنها وحي أيضًا، والله تعالى أعلم.
1 / 23