The Prophetic Biography in Light of the Qur'an and Sunnah

Muhammad Abu Shahba d. 1403 AH
82

The Prophetic Biography in Light of the Qur'an and Sunnah

السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة

ناشر

دار القلم

شماره نسخه

الثامنة

سال انتشار

١٤٢٧ هـ

محل انتشار

دمشق

ژانرها

أنكحة الجاهلية وكانت هناك في الجاهلية أنكحة كثيرة منها الصحيح الذي هو كأنكحتنا اليوم بخطبة، وولي، ومهر، ومنها الفاسد، فمن الفاسد: نكاح الاستبضاع، ونكاح التواطؤ، ونكاح البغايا، ونكاح الشغار، ونحوها، والنكاح الصحيح كان يلتزمه أكثر العرب، ولا سيما الأشراف منهم. وإليك ما رواه البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة- ﵂ «أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء «١»: فنكاح منها نكاح النساء اليوم، يخطب الرجل إلى الرجل وليّته أو «٢» ابنته، فيصدقها، ثم ينكحها. ونكاح اخر: كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها «٣»: أرسلي إلى فلان، فاستبضعي «٤» منه، ويعتزلها زوجها، ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع. ونكاح اخر: يجتمع الرهط ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها «٥»، فإذا حملت، ووضعت، ومرّ ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت فهو ابنك يا فلان، تسمّي من أحبت باسمه، فيلحق به ولدها، لا يستطيع أن يمتنع به الرجل. ونكاح الرابع: يجتمع الناس الكثير، فيدخلون على المرأة، لا تمنع من جاءها، وهنّ البغايا، كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما، فمن أرادهن

(١) جمع نحو: أي ضرب وزنا ومعنى أو نوع. (٢) أو للتنويع لا للشك. (٣) حيضها. (٤) أي اطلبي منه المباضعة، وهو الجماع، مشتقة من البضع وهو الفرج، وإنما كانوا يطلبون ذلك من أكابرهم، ورؤسائهم المعروفين بالشجاعة، أو الكرم، أو غير ذلك من الفضائل. (٥) والظاهر أنه يكون عن رضا منها، وتواطؤ بينهم وبينها.

1 / 89