The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي
ناشر
مؤسسة الرسالة
شماره نسخه
الأولى ١٤٢٤هـ
سال انتشار
٢٠٠٣م
ژانرها
الفصل الثاني: السيرة النبوية
تمهيد:
محمد ﷺ هو رسول الإسلام، وهو المبعوث بدين الله الخاتم إلى الناس أجمعين..
ولد بمكة، ونشأ وتربَّى في بادية العرب، وجاءه الوحي من الله على رأس الأربعين، وعاش رسالته داعيا إلى الله تعالى بمكة قبل الهجرة، وبالمدينة بعدها، وبلَّغ ما كلف به إلى العالم كله، ولم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا بعد أن أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، وكمل الدين، وتمت نعمة الله للعالمين.
وتعد سيرته ﷺ دراسة لنموذج الإنسان الكامل الذي يجب أن يُحتذى، وأن يكون أسوة وقدوة لمن أراد الفوز والفلاح.
واتباعا للمنهج الذي رسمتُه في دراسة تاريخ الدعوة، فإني أعقد هذا الفصل في التعريف بالرسول ﷺ بعد أن جعلت الفصل الأول في التعريف بالعالم الذي بُعث له رسول الله ﷺ.
إن الرسالة اختيار إلهي محض، لا دخل فيه لأمنيات بشر، ولا لطلب مخلوق، ويوم أن تمنى كفار مكة النبوة لبعضهم ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ ١، متمنين بذلك أن تكون الرسالة في أحد رجال القريتين -مكة أو الطائف- ليقوم بها رجل عظيم مشهور فيهم بغناه، أو بجاهه، أو بغير ذلك، يريدونه الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم من مكة، وهو ابن عم أبي جهل، وكان يُعرف بريحانة قريش، أو أبو مسعود عروة بن مسعود الثقفي من الطائف٢.
_________
١ سورة الزخرف آية ٣١.
٢ هذا ما قاله قتادة، ويذكر مجاهد أن الرجلين هما: عتبة بن ربيعة من مكة، وعمير بن عبد ياليل الثقفي من الطائف، ويذكر ابن عباس أن عظيم الطائف هو حبيب بن عمرو الثقفي، ويذكر السدي أن عظيم مكة هو كنانة بن عبد عمرو "تفسير القرطبي ج١٦ ص٨٣".
1 / 109