The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي
ناشر
مؤسسة الرسالة
شماره نسخه
الأولى ١٤٢٤هـ
سال انتشار
٢٠٠٣م
ژانرها
فهم كانوا يعرفون مبعث النبي ﷺ، ويعلمون أن زمانه قد حان، فعن محمد بن إسحاق عن عاصم بن قتادة عن أشياخه: أن اليهود في المدينة كانت تقول للأوس والخزرج: قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم١.
يقول ابن عباس: إن اليهود في المدينة كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله ﷺ قبل مبعثه٢.
ورأي اليهود له قيمته عند جيرانهم قبل البعثة؛ لأنه قد اشتهر عنهم معرفتهم ببعض أسرار الوحي وعلاماته، فلقد رووا أن مشركي مكة لما بعث محمد ﷺ فيهم أرسلوا وفدا منهم يسأل اليهود عن رأيهم في هذا الرسول الذي أتاهم ودعاهم بدعوته، وكان الوفد مكونا من النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط٣، ولم تكن هذه المعرفة خاصة بيهود المدينة وحدهم، فلقد انتشر خبرها في أماكن كثيرة، وصلت إلى أقصى الشمال، لدرجة أن سلمان الفارسي حينما أراد أن يترك المجوسية، ويبحث عن الدين الحق، قال له كاهن عمورية: إنه قد أظل زمان نبي، وهو مبعوث بدين إبراهيم ﵇ يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض بين حرتين، بينهما نخل، وبه علامات لا تخفى، يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، وبين كتفيه خاتم النبوة٤، وليس ذلك بكثير على علماء اليهود والنصارى؛ لأنهم ﴿يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾ ٥.
جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية أن صفة محمد ﷺ وجدت في التوراة والإنجيل، ولم تزل صفاته موجودة يعرفها العلماء والأحبار٦ من أهل الكتاب.
_________
١ الكشاف ج١ ص٢٩٦.
٢ تفسير ابن كثير ج١ ص٢١٣ هامش فتح البيان.
٣ سيرة النبي ﷺ ج١ ص٣٢٠.
٤ نفس المرجع ج١ ص٢٣٧.
٥ سورة الأعراف من آية ١٥٧.
٦ تفسير ابن كثير ج٤ ص٢٤٨ هامش فتح البيان.
1 / 104