The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

Ahmed Ahmed Galloush d. Unknown
127

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

ناشر

مؤسسة الرسالة

شماره نسخه

الأولى ١٤٢٤هـ

سال انتشار

٢٠٠٣م

ژانرها

واستمر إيمان آباء النبي ﷺ من نوح إلى إبراهيم ﵈، غير أن ما ورد عن والد نبي الله إبراهيم ﵇ "آزر" يتعارض مع هذا؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ ١، ويقول سبحانه: ﴿يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا﴾ ٢، وفي هذه الآيات تصريح واضح بكفر أب إبراهيم ﵇، وقد رد العلماء هذا التعارض بأن إبراهيم ﵇ كان يخاطب عمه "آزر"، أما والده فو "تارح"، واللغة العربية تطلق اسم الأب على العم؛ ولهذا يقول الله تعالى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾ ٣، فأطلق سبحانه على إسماعيل اسم الأب ليعقوب ﵇ مع أنه كان عمه. وبعد نجاة إبراهيم ﵇ من النار أمره الله تعالى بأن يهاجر إلى بلاد الشام فهاجر حيث أمره الله تعالى، وأخذ معه المؤمنين، وكانوا ثلاثة، هم: زوجته سارة وابن خالته لوط وأبوه تارح٤، ولو كان أبوه مشركا ما اصطحبه معه في رحلة الهجرة من موطنه إلى بلاد الشام.. وأيضا فلقد دعا إبراهيم ﵇ لأبيه بعد هلاك عمه بمدة طويلة، ولو كان مشركا ما دعا له، يقول الله تعالى على لسان إبراهيم ﵇: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَاب﴾ ٥.

١ سورة الأنعام آية ٧٤. ٢ سورة مريم آية ٤٢. ٣ سورة البقرة آية ١٣٣. ٤ الكامل لابن الأثير ج١ ص٩٦. ٥ سورة إبراهيم آية ٤١.

1 / 137