The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
ناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى ١٤٢٤هـ
سال انتشار
٢٠٠٤م
ژانرها
وعن البراء ﵁ قال: ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم١.
ويقول أنس: ما رأيت يومًا قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله ﷺ وأبو بكر المدينة٢.
وقد تجلى الترحيب العام برسول الله ﷺ من كافة قبائل المدينة، وكان كل منهم يتمنى أن ينزل الرسول ﷺ عنده، ويعده بالعدة، والعدد، والثروة، والطاعة، وكان الرسول ﷺ يعرفهم بأنه سيترك الناقة تبرك حيث يريد الله لها.
ويقول لهم: "دعوها فإنها مأمورة" ٣.
ولما علم الأنصار بذلك لم يتعرضوا للناقة، وكل منهم يدعو الله أن يكون بيته هو المكان المختار لنزول رسول الله ﷺ.
فسار رسول الله ﷺ راكبًا ناقته، حتى إذا أتت دار بني عدي بن النجار قامت إليه وجوههم تأمل في نزوله عندها، ثم إن ناقته ﷺ لما أتت موضع مسجده بركت وهو عليها وأخذه الذي كان يأخذه عند الوحي ثم وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله ﷺ واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة، فبركت فيه ثم تحلحلت، وأرزمت ووضعت جرانها، وجعل جبار بن صخر ينخسها رجاء أن تقوم فتنزل في دار بني سلمة فلم تفعل، فنزل رسول الله ﷺ عنها وقال: هنا المنزل إن شاء الله وقرأ قوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ ٤.
وجاء أبو أيوب فقال له رسول الله ﷺ: "أي بيوت أهلنا أقرب"؟.
فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله هذه داري وهذا بابي، وقد حططنا رحلك فيها
_________
١ صحيح البخاري كتاب المناقب باب مقدم النبي ﷺ المدينة ج٦ ص٢٢٢.
٢ الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج٢٠ ص٢٩٠.
٣ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٦ ص٧٩.
٤ سورة "المؤمنون": ٢٩.
1 / 94