The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
ناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى ١٤٢٤هـ
سال انتشار
٢٠٠٤م
ژانرها
برسول الله ﷺ فلعل الله أن يصلح به تلك الحرب، وكانوا يرون أنها لا تصلح فلقوه من العام المقبل سبعين رجلا، قد آمنوا به، فأخذ منهم النقباء اثني عشر رجلا فذلك حين يقول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ﴾ .
وعن ابن إسحاق قال: كانت الحرب بين الأوس والخزرج عشرين ومائة سنة حتى قام الإسلام فأطفأ الله ذلك وألف بينهم١.
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "يا معشر الأنصار بم تمنون عليّ! ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟ ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟ ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟ ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم"؟. قالوا: بلى يا رسول الله٢.
ولسوف تدرك طبيعة القوم، وأثر يوم بعاث فيهم بما رواه البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله ﵁ قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار.
وقال المهاجري: يا للمهاجرين.
فلما سمعهما رسول الله ﷺ قال: "ما هذا؟ ما بال دعوى الجاهلية؟ ".
فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين.
فقال النبي ﷺ: "دعوها فإنها منتنة" ٣.
تقول عائشة ﵂: كان يوم بعاث يومًا قدمه الله لرسوله ﷺ، فقدم رسول الله ﷺ المدينة وقد افترق ملؤهم، وقتلت سراتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله ﷺ في دخولهم في الإسلام٤.
قال الحافظ ابن حجر: فقتل في حرب بعاث من أكابرهم من كان يتكبر
_________
١ سيرة النبي ج١ ص٤٢٨.
٢ الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج٢٢ ص١٧٥.
٣ صحيح البخاري كتاب التفسير باب سورة المنافقين ج٨ ص٥١.
٤ صحيح البخاري كتاب المناقب ج٦ ص٢٢٥.
1 / 44