The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
ناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى ١٤٢٤هـ
سال انتشار
٢٠٠٤م
ژانرها
فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله ﷺ فرجعت إلى أزواج النبي ﷺ وأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله ﷺ.
فقلن لها: ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى أبيك ﷺ فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة.
فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبدًا.
فأرسل أزواج النبي ﷺ زينب بنت جحش ﵂، زوج النبي ﷺ وهي التي كانت تسامي عائشة في المنزلة عند رسول الله ﷺ.
تقول عائشة: لم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تتصدق به، وتتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفينة.
فاستأذنت زينب على رسول الله ﷺ وهو مع عائشة في مرطها، على الحالة التي دخلت فاطمة عليها، وهو بها، فأذن لها رسول الله ﷺ.
فقالت يا رسول الله: إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، فلم يتكلم رسول الله ﷺ.
تقول عائشة: ثم إن زينب وقعت بي، فاستطالت عليّ، وأنا أرقب رسول الله ﷺ، وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها، فلن تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله ﷺ لا يكره أن أنتصر، فلما وقعت بها لم أنشبها، حتى أنحيت عليها.
فقال رسول الله ﷺ وتبسم: "إنها ابنة أبي بكر" ١.
وهو يدل على رفق رسول الله ﷺ بزوجاته، وصبره عليهن، فبرغم أنهم تجمعن، وأرسلن إليه يطلبن العدل، وفي هذا تحامل منهن على رسول الله ﷺ رغم ذلك كان ﷺ يبتسم، ويصمت، ويترك لهن تقدير الموقف، ولم يأخذ واحدة منهن بالظنة أو يصدق ما يشاع عن إحداهن من سوء، فلقد أشاع المنافقون الإفك حول عائشة ﵂، واتهموها زورًا بما ليس فيها ومع ذلك لم يتغير رسول الله ﷺ ولم يغاضب عائشة، وإنما بقي
١ صحيح مسلم باب فضائل عائشة ج١٥ ص٢٠٥.
1 / 160