The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

Ahmed Ahmed Galloush d. Unknown
137

The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

ناشر

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى ١٤٢٤هـ

سال انتشار

٢٠٠٤م

ژانرها

وبخاصة أن الله أفاء على رسوله بالسعة، والرخاء، وقد تمتع بها سائر الناس، فراجعن الرسول في شأن النفقة، فحزن الرسول لذلك، وتألم كثيرًا واحتجب عن أصحابه، ولم يؤذن لهم بالدخول لإعلان أسفه وغضبه. يروي البخاري في صحيحه بسنده عن جابر بن عبد الله ﵁ أنه قال: أقبل أبو بكر ﵁ يستأذن على رسول الله ﷺ والناس ببابه جلوس، فاستأذن فلم يؤذن له. ثم أذن بعد ذلك لأبي بكر، وعمر ﵁ فدخلا، والنبي ﷺ جالس، وحوله نساؤه، وهو ﷺ ساكت. فقال عمر ﵁ لأكلمن النبي ﷺ لعله يضحك، فقال عمر ﵁: يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد -امرأة عمر- سألتني النفقة آنفًا فوجأت عنقها! فضحك النبي ﷺ حتى بدت نواجذه. وقال ﷺ: "هن حولي يسألنني النفقة". فقام أبو بكر ﵁ إلى عائشة ليضربها. وقام عمر إلى حفصة كذلك. كلاهما يقولان: تسألان النبي ﷺ ما ليس عنده؟ فنهاهما الرسول ﷺ. فقلن: والله لا نسأل رسول الله ﷺ بعد هذا المجلس ما ليس عنده. وأنزل الله ﷿ آيتي الخيار المذكورتين، فبدأ ﷺ بعائشة ﵂، فقال: $"إني أذكر لك أمرًا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك". قالت: وما هو؟ قال: فتلا عليها الآيات. قالت عائشة ﵂: أفيك أستأمر أبوي؟ بل أختار الله تعالى ورسوله، أسألك ألا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترت فقال ﷺ: "إن الله تعالى لم يبعثني معنفًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا، لا تسألني امرأة منهن عما اخترت إلا أخبرتها" ١.

١ صحيح البخاري. ك التفسير. باب ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ﴾ ج٧ ص٣٧٥، ٣٧٦.

1 / 147