The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
101

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

ژانرها

اشترك في فتنة عثمان، مما زاد الأمر سوءًا وجعله يظهر وكأنه مشترك بقتله وليس الأمر كذلك (١)، فقد كان محاصَرًا في بيته كعثمان ﵁ (٢). هذا الموجز يظهر ما كان عليه الحال في بداية عهد علي ﵁ والذي ما كان أحد يستطيع أن يتدبر أمره فيه حتى ولو كان علياَ ﵁، فقد عكست هذه البداية آثارَها على حرب علي ﵁ لمعاوية ﵁، فقد جاءت هذه الحرب وقد كلَّت النفوس وضعفت الهمم من الفتن المتلاحقة والاستنفار المتتابع. ويبقى الحدث الأهم في خلافة سيدنا علي ﵁ فيما يتعلق بالبحث - هو الخلاف الذي حصل بينه وبين معاوية ﵁ والذي أدى من الناحية العملية إلى تعدد الخلفاء بعد حادثة التحكيم، وخلعِ سيدِنا أبي موسى الأشعري لسيدنا علي وتثبيت عمرو بن العاص لمعاوية، حيث بدأ سيدنا معاوية بعدها بإعلان نفسه خليفة في الشام (٣). لقد بدأ الخلاف بين علي ﵁ ومعاوية ﵁ منذ اللحظة الأولى لخلافة سيدنا علي ﵁ فقد طالب معاويةُ ﵁ وعددٌ من الصحابة (٤) بالقصاص من قتلة عثمان ﵁، وشَرَطَ معاويةُ ﵁ الأخذَ بالقصاص قبل أن يبايع عليًا ﵁ (٥)، ولم يكن الأمر بالسهولة التي كان يظنها معاوية ﵁ أو لعله كان يعرف أن سيدنا عليًا ﵁ لا يستطيع أن ينفذ هذا الأمر (٦)، وقد أدرك سيدُنا علي ﵁ هذا، وهو الذي عاش

(١) انظر مثلًا إشارته لمحمد بن أبي بكر بالاستعانة بكنانة بن بشر التجيبي - وهو الذي باشر قتل عثمان - ضد عمرو بن العاص ومن معه عندما جاؤوا إلى مصر ليحاربوه عليها. في تاريخ الطبري: ٣/ ١٣١. (٢) تاريخ الطبري: ٣/ ١١. (٣) فتح الباري لابن حجر: ١٣/ ٢١٤. البداية والنهاية لابن كثير: ٧/ ٣٤٧. (٤) لم يكن معاوية ﵁ هو الوحيد الذي طالب بالقصاص، فقد طالب به بداية طلحة ﵁ والزبير ﵁ رغم اشتراكهما - كغيرهما من الصحابة - بتأليب الناس على عثمان ﵁، ولكنهما لم يريدا أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه. انظر لمعرفة ذلك ولمعرفة رأي علي ﵁: تاريخ الطبري: ٢/ ٧٠٢ - ٧٠٣. والفتنة ووقعة الجمل للأسدي: ص ٩٧. المنية والأمل لابن المرتضى: ص ٩٢. (٥) شرح المقاصد للتفتازاني: ٥/ ٢٥٥. (٦) وهذا ما أشار إليه شبث بن ربعي لما بعثه علي ﵁ إلى معاوية ﵁ عندما قال له: إنه والله لا يخفى علينا ما تغزو وما تطلب، إنك لم تجد شيئًا تستغوي به على الناس وتستميل به أهواءهم وتستخلص به طاعتهم، إلا قولك قتل إمامكم مظلومًا فنحن نطلب بدمه، فاستجاب له سفهاء طغام (أي: حمقى)، وقد علمنا أن قد أبطأتَ عنه - أي عن عثمان ﵁ بالنصر وأحببتَ له بالقتل لهذه المنزلة التي أصبحت تطلب. تاريخ الطبري: ٣/ ٧٧. صفين لنصر بن مزاحم: ص ١٨٧. ولعل الذي كان وراء موقف معاوية هذا ما نقله المغيرة بن شعبة إليه من رفض علي لنصيحته بإبقاء معاوية واليًا حتى تستقر الأمور، فعرف أنه إن بايع أولًا فسيعزله علي = = ﵁ ويفقد الشام، فأعلن مطالبته بالقصاص من قتلة عثمان ﵁ قبل أن يبايع، وهو يعلم صعوبة الأمر. انظر نصيحة المغيرة لعلي والتي أقرها ابن عباس في تاريخ الطبري: مج ٢/ ٧٠٣، ٧٠٤. والبداية والنهاية لابن كثير: ٧/ ٢٥٥. مروج الذهب للمسعودي: ١/ ٣١٥. وكان علي ﵁ قد اتبع نصيحة أمرائه ممن باشر قتل عثمان ﵁ بعزل معاوية ﵁ فلم يتم الأمر. انظر: البداية والنهاية لابن كثير: ٨/ ٢٣.

1 / 100