158

The Mosques: Houses of God

المساجد بيوت الله

ژانرها

وقال ﵀ في تعليقه على "صحيح البخاري": "والأطفال إذا حصل منهم الأذى في المسجد وجب إمساكهم في البيت، نعم كان الأطفال يصطحبون إلى المسجد في عهد النبي ﷺ أما أطفالنا اليوم فأصلح الله حالهم".ا. هـ.
ولكن من كان مضطرًا لإدخال ولده الصغير للمسجد كأن يكون مسافرًا ودخل المسجد وقت الصلاة، أو لم يجد من يترك ولده الصغير عنده فلا بأس بإدخاله المسجد مع الاهتمام بنظافته وأدبه حيث إن الضرورة تقدَّر بقدرها.
لذا فإنَّ اتخاذ المسجد ملعبًا للأطفال فهذا ممَّا يتنافى مع آداب المساجد، بخلاف ما إذا كان الأمر يسيرًا، فاليسير في مثل هذا يغتفر، فهذا ممَّا يحل قليله دون كثيره، ودليل حل قليله ما ورد في الصحيحين أنَّ رسول الله ﷺ وقف لأجل عائشة ﵂ حتى نظرت إلى الحبشة يلعبون بالحراب يوم العيد في المسجد، ولا شك في أنَّ الحبشة لو اتخذوا المسجد ملعبًا لمنعوا منه. (١)
فوائد تتعلق بهذا الباب: -
١ - ومن الأخطاء التي تتعلق بهذا الباب ما يقوم به البعض من جعل صفوف الصبيان خلف صفوف الرجال،وهذا ممَّا لم يصح فيه خبر عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة ﵁. (٢)

(١) انظر إحياء علوم الدين (٢/ ٣٣٨)
(٢) وأما ما أخرجه أحمد (٢٢٩٠٦) وأبو داود (٦٧٧) أنَّ النبى ﷺ (كان يجعل صفوف الغلمان خلف صفوف الرجال،والنساء خلف الغلمان) فإنَّ اسناده ضعيف، فيه " شهر بن حوشب " سيء الحفظ، قد ضعفه أحمد والنسائى وابن عدي وأبو حاتم، قال الألبانى: وأما جعل الصبيان وراء الرجال فلم أجد فيه سوى هذا الحديث، ولا تقوم به حجة فلا أرى بأسًا من وقوف الصبيان مع الرجال إذا كان في الصف متسع، وصلاة اليتيم مع أنس وراءه ﷺ حجة في ذلك، وانظرعلل الحديث (٣/ ١٧١) وتمام المنة (ص /٢٨٤) وصحيح فقه السنة (١/ ٥٣١)

1 / 158