117

The Methodology of Sheikh Islam Muhammad bin Abdul Wahhab in Interpretation

منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير

ناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

ژانرها

المبحث الأول: التفسير الإفرادي
وأعني به تفسير المفردات تفصيلًا ببيان كلمة أو كلمات قرآنية بما يرادفها أو يقاربها أو يراد منها. وهذا غالبًا فيما يرى أنه يحتاج إلى بيان وإيضاح، وهي طريقة من طرق المفسرين سلفًا وخلفًا. وتكثر أمثلة ذلك في بعض السور، وتقل في البعض الآخر.
ومما كثر فيه هذا النوع من التفسير تفسير سورة يوسف، فإنه كثيرًا ما يبدأ بشرح مفرداتها ثم يردف باستنباط المسائل منها، ومن ذلك: قوله عند قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ. إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ الآيات١.
﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ﴾: شقيقه: ﴿وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ أي جماعة. وقوله: ﴿لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ آي في تقديمهما علينا. وقوله: ﴿اطْرَحُوهُ أَرْضًا﴾ أي ألقوه في أرض بعيدة....
وقوله: ﴿فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ أي أسفله: ﴿يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ أي المارة من المسافرين: ﴿إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ أي إن كنتم عازمين على ما تقولون٢.
وعند قوله تعالى: ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾ ٣ الآيات. يقول: لما رجعوا إلى أبيهم باكين إظهارًا للحزن على يوسف، اعتذروا باستباقهم وهو الترامي، وقالوا: ﴿إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ﴾ .
وقوله: ﴿عِنْدَ مَتَاعِنَا﴾ أي ثيابنا وأمتعتنا.
وقوله: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾ أي بمصدقنا: ﴿وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ عندك، فكيف مع التهمة؟!
ثم قال: قوله: ﴿سَوَّلَتْ﴾ أي: زينت وسهلت، والصبر الجميل: الذي لا شكوى

١ سورة يوسف: الآيات "٧- ١٠".
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص"١٣٠" وانظر قسم التحقيق ص "٢٩٧".
٣ سورة يوسف: الآيات "١٦- ١٨".

1 / 109