170

The Messenger Leader

الرسول القائد

ناشر

دار الفكر

شماره نسخه

السادسة

سال انتشار

١٤٢٢ هـ

محل انتشار

بيروت

ژانرها

وأشهد أنني لم اقرأ في تاريخ الحرب لكل الأمم، موقفا صعبا يائسا كالذي كان فيه المسلمون يوم (أحد)، فاستطاع الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام، بقيادته الفذة أن يتخلص من هذا الموقف العصيب، وينقذ قواته من فناء أكيد، ثم يعيد إليها ثقتها بنفسها ويعيد إليها قوتها المادية والمعنوية بشكل لم يسبق له نظير، وخلال فترة زمنية محدودة جدا.
إن بروز قيادة النبي ﷺ في معركة (أحد) كان باهرا فذا.
٣- القضايا التعبوية:
أ- مخالفة الأوامر:
أخطأ رماة المسلمين في مخالفتيهم أوامر النبي ﷺ وانسحابهم من مواضعهم الأصلية لجمع الغنائم؛ ولولا انسحابهم لما استطاع خالد بن الوليد ضرب مؤخرتهم، ولما استطاعت قريش تطويق المسلمين.
إن مخالفة الأوامر في (أحد)، درس في نتائج كل مخالفة عسكرية للأوامر في الحرب، وإن نتائجها المعروفة كافية لغرس هذا الدرس في النفوس لكي لا يعود أحد لمثلها أبدا.
ب- عدم المطاردة:
بعد كل هجوم ناجح لا بدّ من أن يتتوج بمطاردة عنيفة للقضاء على العدو.
وقد أخطأ المسلمون في عدم مطاردتهم للمشركين بعد فرار المشركين من مواضعهم وابتعادهم عن معسكرهم والتفاف المسلمين حول نساء المشركين ومواشيهم وإبلهم في الصفحة الأولى من يوم (أحد)، ولو طارد المسلمون قوات المشركين الى مسافة عشرة أميال على الأقل لأوقعوا بالمشركين خسائر فادحة، ولا نتهت معركة (أحد) بنتائج في مصلحة المسلمين.

1 / 191