94

The Linguistic Interpretation of the Holy Quran

التفسير اللغوي للقرآن الكريم

ناشر

دار ابن الجوزي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٢هـ

ژانرها

«الأولُ: غلبةُ الشيء بقتلٍ أو غيرِه. والثاني: حكايةُ صوتٍ، عند توجُّعٍ وشبهِه» (١). وإذا تأمَّلتَ هذه الوجوهَ المفسَّرةَ وجدتَها ترجعُ إلى هذين الأصلين، كما تجدُها - مع هذا التَّفسيرِ السِّياقي - مدلولاتٍ لغويةً لهذا اللَّفظِ، وبهذه المعاني الأربعةُ فَسَّرَ اللُّغويون هذه الآيات. فقد جاء في تهذيب اللغة: «قال ابن المظفر (٢): الحَسُّ: القتلُ الذريعُ (٣)، وفي القرآن: ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ [آل عمران: ١٥٢]، أي: تقتلونهم قتلًا شديدًا كثيرًا ... وقال أبو إسحاق [يعني: الزَّجَّاج] في قوله تعالى: ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ [آل عمران: ١٥٢] معناه: تستأصلونهم قتلًا، يقالُ: حَسَّهم القائد، يَحُسُّهم: إذا قتلهم (٤). وقال الفراءُ: الحَسُّ: القتلُ والإفناءُ هاهنا (٥) ... وقال الفراءُ في قولِه جلَّ وعزَّ: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ﴾ [آل عمران: ٢٥]، وفي قولِه: ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ﴾ [مريم: ٩٨]، معناه: فلمَّا وَجَدَ عيسى. قال: والإحساسُ: الوجودُ، تقولُ في الكلامِ: هَلْ أَحْسَسْتَ منهم مِنْ أَحَدٍ (٦)؟. قال الزجَّاج (٧): معنى أحسَّ: عَلِمَ وَوَجَدَ في اللغةِ. قال: ويقال: هل

(١) مقاييس اللغةِ (٢:٩). (٢) الليث بن المظفر بن نصر بن سيار الخراساني، اللغوي، صاحب الخليل بن أحمد، أملى عليه - فيما قيل - كتاب العين، وقد تصدى له جماعة من اللغويين، وزعموا أنه من وضعه، والله أعلم، وكان الليث رجلًا صالحًا. ينظر: إنباه الرواة (٣:٤٢)، ومعجم الأدباء (١٧:٤٣ - ٥٢). (٣) ينظر كتاب العين (٣:١٥). (٤) ينظر: معاني القرآن وإعرابه، لأبي إسحاق الزجاج (١:٤٧٨). (٥) ينظر: معاني القرآن، للفراء (١:٢١٤). (٦) ينظر: معاني القرآن، للفراء (١:٢١٦). (٧) إبراهيم بن السَّري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، النحوي، اللغوي، البصري، كان =

1 / 100