The Keen Glances at the Departure and Martyrdom of Husayn ibn Ali

مرزوق الزهراني d. 1450 AH
77

The Keen Glances at the Departure and Martyrdom of Husayn ibn Ali

النظرات الوقادة في خروج الحسين بن علي ﵁ واستشهاده

ناشر

مطابع بهادر

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٠ هـ

محل انتشار

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

فكان أمر الخلافة والملك والعهد والعصبية، وسائر هذه الأنواع مندرجًا في ذلك القبيل، كما وقع، فلما انحصر ذلك المدد بذهاب تلك المعجزات، ثم بفناء القرون الذين شاهدوها، فاستحالت تلك الصبغة قليلًا قليلًا وذهبت الخوارق وصار الحكم للعادة كما كان، فاعتبر أمر العصبية ومجاري العوائد فيما ينشأ عنها من المصالح والمفاسد، وأصبح الملك والخلافة والعهد بهما مهمًا، من المهمات الأكيدة كما زعموا، ولم يكن ذلك من قبل. فانظر كيف كانت الخلافة لعهد النبي ﷺ غير مهمة، فلم يعهد فيها، ثم تدرجت الأهمية زمان الخلافة بعض الشيء بما دعت الضرورة إليه في الحماية والجهاد وشأن الردة والفتوحات، فكانوا بالخيار في الفعل والترك كما ذكرنا عن عمر ﵁، ثم صارت اليوم من أهم الأمور للألفة على الحماية، والقيام بالمصالح، فاعتبرت فيها العصبية التي هي سر الوازع عن الفرقة والتخاذل، ومنشأ الاجتماع والتوافق، الكفيل بمقاصد الشريعة وأحكامها (١).

(١) مقدمة ابن خلدون ١/ ١١٠.

1 / 77