The Jurisprudential Selections of Shaykh Ubaid Allah Al-Mubarakpuri on Fasting and I'tikaf
الاختيارات الفقهية للشيخ عبيد الله المباركفوري كتاب الصيام والاعتكاف
ژانرها
ثالثا: قال -بعد أن ذكر تأويلات بعض أهل العلم لصفة الفرح الواردة في حديث أنس ﵁ (١) -: "قلت: كل صفة وصف الله بها نفسه، أو وصفه بها رسول الله ﷺ فهي صفة حقيقة لا مجاز، فهو تعالى يسمع ويبصر ويتكلم بما شاء، متى شاء، ويرضى ويسخط، ويَعجَب ويَفرَح بتوبة عبده، ومعنى كل ذلك معلوم والكيف مجهول، فنثبت له ذلك كله ولا نكيفه ولا نشبهه بصفات المخلوقين، ولا نؤوله ولا نعطله" (٢).
عقيدته في التوسل ودعاء الأموات والغائبين: بين الشيخ عقيدته الموافقة لعقيدة السلف الصالح، حيث قال: "قلت: الحق والصواب عندنا أن التوسل بالنبي ﷺ في حياته بمعنى التوسل بدعائه وشفاعته جائز، وهذا هو الذي وقع في حديث الأعمى الذي نحن في شرحه كما تقدم وسيأتي (٣) أيضا، وكذا التوسل بغيره ﷺ من أهل الخير والصلاح في حياتهم بمعنى التوسل بدعائهم وشفاعتهم جائز أيضا، وأما التوسل به ﷺ بعد وفاته، وكذا التوسل بغيره من أهل الخير والصلاح بعد مماتهم، فلا يجوز سواء كان بذواتهم أو جاههم أو حرمتهم أو كرامتهم أو حقهم، أو نحو ذلك من الأمور المحدثة في الإسلام، وكذا لا يجوز دعاء غير الله من الأموات والغائبين، وهذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية في رسالته في التوسل والوسيلة، وقد أشبع الكلام في تحقيقه وأجاد فعليك أن تراجعها" (٤).
والأمثلة كثيرة، ولعل ما ذكر يكفي لبيان أن الشيخ كان على معتقد صحيح ولم يتأثر بالعقائد المخالفة التي كانت منتشرة في تلك البلاد.
_________
(١) حديث أنس ﵁ أن النبي ﷺ قال: «لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدِكم ...» الحديث. رواه مسلم ٤/ ٢١٠٢، رقم ٢٦٧٥، كتاب التوبة باب في الحض على التوبة والفرح بها.
(٢) مرعاة المفاتيح ٨/ ٢٧.
(٣) هو حديث: عثمان بن حنيف ﵁، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي ﷺ فقال: ادع الله أن يعافيني قال: «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك». قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في»، رواه أحمد ٢٨/ ٤٧٨ رقم ١٧٢٤٠ و١٧٢٤١، والترمذي ٥/ ٥٦٩ رقم ٣٥٧٨، في أبواب الدعوات، وقال: "حسن صحيح غريب"، وصححه الألباني في رسالته: "التوسل أنواعه وأحكامه" ص ٦٩.
(٤) مرعاة المفاتيح ٨/ ٢٦٦.
1 / 32