The Introduction to the Art of Journalistic Writing
المدخل في فن التحرير الصحفي
ناشر
الهيئة المصرية العامة للكتاب
شماره نسخه
الخامسة
ژانرها
وأثبتوا للعالم أن الحياة الحقيقية لا ترتكز إلّا على حرية تلك الأقلام، وإفساح ميادين العمل أمامها١.
_________
١ من كلمة للأستاذ أمين الرافعي، تعليقًا على الكلمة التي اقتبسها من "جول سيمون".
الفرق بين الرأي والسخط والعام والاتجاه العام ... "٣" الفرق بين الرأي العام، والسخط العام، والاتجاه العام: تقع أزمة من الأزمات في أمة من الأمم، فإذا بالقادة والزعماء في هذه الأمة يبسطون آراءهم في أسباب الأزمة، ويقترح كل منهم علاجًا لها، ويروّج كل حزب في صحفه لما يراه من رأي. وباحتكاك الآراء المختلفة، ووجهات النظر المتباينة، تستطيع الأمة أن تتبين وجه الصواب في الأزمة أو المشكلة التي تواجهها، وبتبلور هذه الآراء والأفكار في خطةٍ واحدةٍ تكاد تجمع عليها الأمة، يتألف ما يسمى: "بالرأي العام" في لغة العصر الحديث، أو "حكم الجماعة" في لغة العصور السابقة. ولكن هل تصلح الجماعة كلها لإبداء الرأي؟ وهل تصلح كلها لمناقشة هذا الرأي؟ هنا ينبغي للباحث أن يفرق تفرقةً واضحةً بين طبقتين على الأقل من طبقات المجتمع، طبقة المستنيرين أو المثقفين الذين يستطيعون أن يدرسوا الأمور، وطبقة السوقة أو الدهماء أو المنقادين، الذين ينقادون انقيادًا أعمًى لرأي من الآراء، أو فكرةٍ من الأفكار؛ لأنهم عاجزون تمامًا عن مناقشتها؛ لمعرفة مقدار الخطأ أو الصواب فيها. ومن هنا كان تصرف الطبقة المستنيرة في المسائل العامة مخالفًا كل المخالفة لتصرف الدهماء أو السوقة في هذه المسائل.
الفرق بين الرأي والسخط والعام والاتجاه العام ... "٣" الفرق بين الرأي العام، والسخط العام، والاتجاه العام: تقع أزمة من الأزمات في أمة من الأمم، فإذا بالقادة والزعماء في هذه الأمة يبسطون آراءهم في أسباب الأزمة، ويقترح كل منهم علاجًا لها، ويروّج كل حزب في صحفه لما يراه من رأي. وباحتكاك الآراء المختلفة، ووجهات النظر المتباينة، تستطيع الأمة أن تتبين وجه الصواب في الأزمة أو المشكلة التي تواجهها، وبتبلور هذه الآراء والأفكار في خطةٍ واحدةٍ تكاد تجمع عليها الأمة، يتألف ما يسمى: "بالرأي العام" في لغة العصر الحديث، أو "حكم الجماعة" في لغة العصور السابقة. ولكن هل تصلح الجماعة كلها لإبداء الرأي؟ وهل تصلح كلها لمناقشة هذا الرأي؟ هنا ينبغي للباحث أن يفرق تفرقةً واضحةً بين طبقتين على الأقل من طبقات المجتمع، طبقة المستنيرين أو المثقفين الذين يستطيعون أن يدرسوا الأمور، وطبقة السوقة أو الدهماء أو المنقادين، الذين ينقادون انقيادًا أعمًى لرأي من الآراء، أو فكرةٍ من الأفكار؛ لأنهم عاجزون تمامًا عن مناقشتها؛ لمعرفة مقدار الخطأ أو الصواب فيها. ومن هنا كان تصرف الطبقة المستنيرة في المسائل العامة مخالفًا كل المخالفة لتصرف الدهماء أو السوقة في هذه المسائل.
1 / 52