The Hidden Pearl in the Biography of the Trusted Prophet
اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون
ناشر
المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
فَلِذَلِكَ نَزَعَ النَّبِيُّ ﷺ قَمِيصهُ الذِي أَلْبَسَهُ (١).
أَمَّا فِدَاءُ العَبَّاسِ ﵁ فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، وَالحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ بِسَنَدٍ حَسَن عَنْ ابْنِ عَبَّاس ﵄ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِلْعَبَّاسِ: "يَا عَبَّاسَ، افْدِ نَفْسَكَ، وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بنَ أَبِي طَالِبٍ، وَنَوْفَلَ بنَ الحَارِثِ، وحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بنَ جَحْدَمٍ"، أَحَدَ بَنِي الحَارِثِ بنِ فِهْرٍ، فَقَالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا (٢)، وَلَكِنَّ القَوْمَ اسْتَكْرَهُونِي، فَقَالَ رَسُولىُ اللَّهِ ﷺ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِسْلَامِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقًّا، فَاللَّهُ يَجْزِيكَ بِذَلِكَ، وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ، فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ"، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
(١) قال الحافظ في الفتح (٦/ ٢٥٢): أي لعبد اللَّه بن أُبي بن سلول عند دفنه.
وأخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب الكسوة للأسارى - رقم الحديث (٣٠٠٨).
(٢) قال الحافظ في الفتح (٣/ ٥٨٤) (٧/ ٤٤٢): اخْتُلِف في الوقت الذي أسلم فيه العباس ﵁، فقيل: أسلم قبل الهجرة، وأقام بأمرِ النبي ﷺ له في ذلك لمصلحة المسلمين، روى ذلك ابن سعد في طبقاته (٤/ ٣٢٣) من حديث ابن عباس، وفي إسناده الكلبي وهو متروك، ويرده أن العباس أسر ببدر، وقد فَدى نفسه، وَأَما قول أبي رافع ﵁ في قصة بدر: "كان الإسلام دخل علينا أهل البيت"، فلا يَدُلُّ على إسلام العباس حينئذ، فإنَّه كان ممن أسِرَ يوم بدر، وفدى نفسه وعَقِيلًا ابن أخيه أبي طالب، ولأجل أنَّه لم يُهَاجر قبل الفتح لم يدخله عمر ﵁ في أهل الشورى مع معرِفَتِهِ بفضله واستِسْقَائِهِ به، والمشهور أنَّه أسلم قبل فتح خيبر، ويدل عليه حديث أنس ﵁ في قصة الحجاج بن عِلاط.
قلت: ستأتي قِصَّة الحجاج بن عِلاط في أحداث غزوة خيبر إن شاء اللَّه.
2 / 475