The Hereafter - Omar Abdelkafy

Omar Abdelkafy d. Unknown
63

The Hereafter - Omar Abdelkafy

الدار الآخرة - عمر عبد الكافي

ژانرها

أهمية الأخذ بالأسباب أحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمدًا يوافي نعم الله علينا ويكافئ مزيده، وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين. أما بعد: هذه بمشيئة الله ﷿ هي الحلقة الخامسة في سلسة حديثنا في موضوع: الدار الآخرة. اللهم اجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا، وتفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا، ولا تجعل يا ربنا! بيننا شقيًا ولا محرومًا، اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ولا في هذه الليلة العظيمة ذنبًا إلا غفرته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا عسيرًا إلا يسرته، ولا كربًا إلا أذهبته، ولا همًا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا ضالًا إلا هديته، ولا مظلومًا إلا نصرته، ولا ظالمًا إلا هديته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا مسافرًا إلا غانمًا سالمًا لأهله رددته. اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، نعوذ من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، ومن الخوف إلا منك، ونعوذ بك رب أن نقول زورًا، أو نغشى فجورًا، أو نكون بك من المغرورين، نعوذ بك من عضال الداء، وشماتة الأعداء، وخيبة الرجاء، وزوال النعمة، وفجأة النقمة، ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، اللهم تب على كل عاص، واشف كل مريض، واقض دين المدينين، وفرج كرب المكروبين، واشرح كل صدر ضيق، اللهم اشرح صدورنا، ويسر أمورنا، ووفقنا إلى ما تحبه وترضاه، وإن أردت عبادك فتنة فاقبضنا إليك معافين غير فاتنين ولا مفتونين، وغير خزايا ولا نادمين ولا مبدلين، وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك مسلمين موحدين يا رب العالمين! وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا. توقفنا في الحلقة الرابعة عند الحديث عن موجبات عذاب القبر، نسأل الله ﷾ أن يجعل قبورنا وقبور المسلمين والمسلمات روضة من رياض الجنة، وإن لم نكن أهلًا يا رب! لرحمتك فرحمتك أهل أن تصل إلينا، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين! هناك من الذنوب ذنوب توجب عذاب القبر، وهناك من الذنوب ذنوب والعياذ بالله يعذب الإنسان عليها إذا لم يتب منها. اللهم تب علينا يا رب! والمسألة كلها مسألة توبة، والإمام الشافعي يقول: من واجب الناس أن يتوبوا، لكن ترك الذنوب أوجب فلا أحد يعتمد على عفو الله باقترافه للذنب، ولا يقل: أغلط ورحمة ربنا واسعة، فقد لا تناله رحمة الله، فربنا يرحم من يشاء، وهذه مسألة في علم الغيب، والإنسان تمامًا مثل الولد الذي ينام طول السنة ويمني نفسه الأماني الكاذبة أن يكون الأول على الجمهورية، فهو مجنون، فإن أراد أن يكون الأول على الجمهورية فإنه يذاكر ليل نهار، ويجلس الليل والنهار في المذاكرة وفي العمل وفي الجد وفي الاجتهاد، وبعد ذلك يحسن الظن بالنتيجة وبالامتحان. وأما الذي ينام طول السنة ويأتي قبل الامتحان يمني نفسه الأماني الكاذبة بأن الموجهين والمدرسين كلهم سوف يأتون بامتحان سهل، وسينجحوننا كلنا، ويجعلونا كلنا أوائل فهذا غير عاقل، وهو مثل المذنب أو اللص أو السارق أو المرتشي أو المرابي أو مرتكب الفواحش أو المغتاب أو النمام، فكل هؤلاء يعملون الذنب، وأثناء ذهابهم إليه يدعون الله بالستر، وهذا سوء أدب مع الله، ثم يرجع بعد الذنب يستغفر وينوي أن يرجع مرى أخرى، وقد روي في الأثر: المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه. فالذنوب منها ما يوجب عذاب القبر فقط، ومنها ما يوجب العذاب في القبر وفي الدار الآخرة، ومن فضل الله ﷿ أن جل أو معظم عذاب الأمة المحمدية في قبورها؛ إكرامًا من الله ﷿ وكرامة منه لخاتم النبيين سيدنا محمد ﷺ، فجل العذاب سيكون إن شاء الله في القبر، لكن لا تفكر أن عذاب القبر هذا شيء سهل، أو ميسور، أو يستطيع الإنسان أن يحتمله، وإنما هو شيء فوق طاقة البشر، والثعبان في القبر إذا لدغ الإنسان فإنه يجري السم في عروقه سبعين عامًا، فالمسألة صعبة، وليست سهلة، والإنسان لا يمني نفسه الأماني الكاذبة، فإن قومًا غرتهم الأماني فقالوا: نحسن بالله الظن، ووالله لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل. اللهم اجعلنا من المحسنين لأعمالهم يا رب! ومن المخلصين في أعمالهم يا رب إنك يا مولانا على ما تشاء قدير. فالعبد المسلم يحسن العمل ويحسنه، وسنضرب مثالًا بسيطًا؛ لنرى كيف أننا نقصر في أعمالنا التي نعلم أن الله يطلع عليها، ويريد أن يجدنا فيها في أحسن حال، فأنت إذا صليت في المسجد وخشعت في صلاتك، فإن هذا لأحد اعتبارات ثلاثة: الاعتبار الأول: احتمال أن طبيعة صلاتك أنك خاشع فيها. اللهم اجعلنا من الخاشعين في صلاتهم يا رب! الاعتبار الثاني: أن الناس جالسين في المسجد ينظرون إليك، فلو نقرت الصلاة لنظروا إليك نظرة استخفاف. الاعتبار الثالث: أن فيك كبرًا، نسأل الله السلامة؛ لأنك لا تحب أحدًا يعدل عليك ويقول لك: صلاتك ليست صلاة يا أستاذ! فهذه اعتبارات ثلاثة تجعلك تخشع في الصلاة، ولكن الاعتبار الأساسي أنك تصلي لله، وما دامت الصلاة لله فاجعل في ذهنك أن الله ﷿ ناظر إليك منذ أن تكبر وإلى أن تسلم، وينادي مناد من قبل العلي الأعلى من تحت العرش: (لو يدري المصلي من يناجي لما انصرف من صلاته)، وكم من أناس سفهاء العقول بمجرد أن يحظو بلقاء مع وزير أو رئيس وزراء أو رئيس أو ملك أو مسئول أو رجل مشهور يقولون له: لو سمحت صورة، ويضعها في الألبوم، فهو يفخر أن يأخذ صورة مع أحد هؤلاء؛ حتى يظهر نفسه أنه فوق، فما بالك وأنت تخاطب العلي القدير سبحانه؟ فما دمت تعلم أن الله ﷿ ناظر إليك ومطلع عليك في كل عمل، وما دمت مقتنعًا أن الله ﷿ يراك في كل شيء فحسن عملك. اللهم حسن أعمالنا يا ربنا!

5 / 2