189

The Hereafter - Omar Abdelkafy

الدار الآخرة - عمر عبد الكافي

ژانرها

كيفية حشر أصناف من الأمة عن معاذ بن جبل ﵁ قال: (سألت رسول الله ﷺ عن قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا﴾ [النبأ:١٨]؟ فبكى الرسول، وقال: يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتًا، قد ميزهم الله من جماعة المسلمين، وبدل صورهم -والعياذ بالله- فمنهم على صورة القردة، ومنهم على صورة الخنازير، ويحشر بعضهم منكسين أرجلهم أعلاهم ووجوههم يسحبون عليها)؛ لأنه في الدنيا لم يكن يسمع لأهل العلم، بل كان ممن يؤذيهم، كأن يقفل مسجدًا أو يؤذي مصليًا. ثم قال ﵊: (وبعضهم عمي يترددون، وبعضهم صم بكم لا يعقلون، وبعضهم لا يمضغون -والعياذ بالله- ألسنتهم مدلاة على صدورهم، يسيل منها القيح، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع النار، إن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله عمله في أحسن صورة وأطيب ريح، فيقول: هل تعرفني؟ يقول: لا، يقول: أنا عملك الصالح، طالما ركبتك في الدنيا فاركبني اليوم، ثم تلا: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾ [مريم:٨٥]) اللهم اجعلنا منهم يا رب. قال أهل اللغة: الوفد: هم علية القوم، وعندما كان يقول العربي: وصل الوفد، فليس المراد أي أحد؛ لأن زعماء القبيلة هم الوفد، ثم قال تعالى: ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ [مريم:٨٦]. لا تساق إلا البهائم، ومعنى: وردًا، أي: عطاشا، تخيل شخصًا في جهنم وهو عطشان. نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وقال ﷺ: (وإن الكافر ليستقبله عمله في أقبح صوره وأنتن ريح، فيقول: هل تعرفني؟ يقول: لا، يقول: أنا عملك السيئ، طالما ركبتني في الدنيا وأنا اليوم أركبك، وتلا قول الله ﷿: ﴿وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [الأنعام:٣١]). والعياذ بالله رب العالمين. وهنا نتوقف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

9 / 22