ونساؤه مجتمعات في بيت كلُّهن، وأمامة بنت أبي العاص بن الربيع جارية تلعب في جانب البيت بالتراب، فقال رسول الله ﷺ: «كيف ترين هذه؟»، فنظرنا إليها، فقلنا: يا رسول الله! ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب، فقال: «أرددنها إليَّ»، فلما أخذها، قال: «والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إلي»، قالت عائشة: فأظلمت علي الأرض بيني وبينه؛ خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن، ولا أُراهنَّ إلا قد أصابهنَّ مثل الذي أصابني، ووجمنا جميعًا سكوتٌ، فأقبل بها حتى وضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص فَسُرِّي عنا.
• رواة الحديث:
١ - مسعدة بن سعد العطار المكي: لم أعثر على ترجمته سوى أن الذهبي قال: «أبو القاسم المكي عن: سعد بن منصور، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعنه: الطبراني. تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين -أي: ومائتين» (^١).
٢ - أحمد بن عبد العزيز المكي: لم يتبيَّن لي من هو.
٣ - إبراهيم بن المنذر الحِزَامي: أبو إسحاق المدني، قال ابن معين والدارقطني: «ثقة»، وقال أبو حاتم، وصالح جزرة: «صدوق»، وقال النسائي: «ليس به بأس».
وقال الساجي: «بلغني أن أحمد كان يتكلم فيه ويذمه، وقصد إليه ببغداد ليسلم عليه، فلم يأذن له، وكان قدم إلى ابن أبي دؤاد قاصدًا من المدينة، عنده مناكير».
قال الحافظ ابن حجر: «صدوق، تكلم فيه لأجل القرآن».
قلت: والأقرب أنه ثقة، وقد تكلم فيه الإمام أحمد؛ لأجل القرآن، قال التاج السبكي: «كان حصل عند الإمام أحمد ﵁ منه شيءٌ؛ لأنه قيل: خلط في مسألة القرآن ...»، وهذا لا يؤثر على روايته.