The Guide to Correcting Doctrines
القائد إلى تصحيح العقائد
پژوهشگر
محمد ناصر الدين الألباني.
ناشر
المكتب الإسلامي.
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
١٤٠٤ هـ / ١٩٨٤ م.
ژانرها
انتفاء ركن ضروري عنه كما لا يخفى، وقوله: «وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ» لا يقتضي أن الإيمان كله هو الذي يكون في القلب، ألا ترى أنه يصح أن يقال: لم يدخل الإسلام في قلب فلان.. أو: لم يدخل الدين في قلب فلان. مع الاتفاق أن الإسلام والدين لا يختص بما في القلب.
وأما ما في حديث جبريل: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ...» فقد أجاب عنه البخاري في «كتاب الإيمان» من (صحيحه) قال: «باب سؤال جبريل النبي ﵌ عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة، وبيان النبي ﵌ ثم قال: «جاء جبريل ﵇ يعلمكم دينكم»، فجعل ذلك كله دينًا وما بين النبي ﵌ لوفد عبد القيس من الإيمان وقوله تعالى: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ»» .
وقصة وفد عبد القيس التي أشار إليها هي في (الصحيحين) أيضًا وقد وردها فيما بعد فأخرج من طريق ابن عباس في قصة محاورة النبي ﵌ لهم «... فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع، أمرهم بالإيمان بالله وحده،، قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ...» فقد يقال: الإيمان في حديث جبريل منحوٌّ به المعنى اللغوي لا المعنى الشرعي، ويؤيد ذلك أن السائل في حديث جبريل كان في الظاهر كما يعلم من الروايات أعرابيًا لم يجتمع قبل ذلك بالنبي ﵌ فلما أبتدأ فقال: ما الإيمان؟ كان الظاهر أنه إنما يريد بالإيمان ما يعرفه في اللغة، فإذا كان معناه في اللغة التصديق القلبي، فظاهر السؤال: ما الذي يطلب في الدين التصديق القلبي به؟ . وأما في قصة عبد القيس، فإن النبي ﵌ هو ابتدأ فأمرهم بالإيمان ثم فسره لهم، فكان المعنى الشرعي للإيمان هو ما جاء في قصة عبد القيس.
1 / 226