58

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

ناشر

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرها

خلافة أبي بكر ﵁ - توفي رسول الله ﷺ يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول، من السنة الحادية عشرة من هجرته ﷺ، ودفن في بيت عائشة ﵂، وكانت قد رأت سابقا ثلاثة أقمار سقطن في حجرتها، قالت ﵂: "فقصصت رؤياي على أبي بكر الصديق، فلما توفي رسول الله ﷺ، ودفن في بيتها، قال لها أبو بكر: هذا أحد أقمارك، وهو خيرها" (١)، دفن خير الأقمار وكان أمر الأمة المحمدية بيده ﷺ، وكانت وفاته ﷺ أمرا مذهلا لأصحابه لشدة حبهم له ﷺ، وملازمتهم مجالسه ﷺ، وكم كان يقول: كنت أنا وأبو بكر وعمر، خرجت أنا وأبو بكر وعمر، وقال في قصة كلام البقرة، والذئب، وقد استغرب أناس كلامهما: ... «آمنت به أنا وأبو بكر، وعمر» (٢)، وغيرهما كثير من أصحابه، أحبوه حبا جما، وفدوه بأموالهم وأنفسهم، فعظمت وفاته عليهم حتى قام عمر ﵁ يخطب في الناس، فقال المغيرة ﵁: "يا عمر، مات والله رسول الله، فقال عمر: كذبت ما مات رسول الله، ولكنك رجل تحوشك فتنة، ولن يموت رسول الله حتى يُفني المنافقين"، ما أراد عمر إلا هلاك أعداء الإسلام، وهو يعلم وجود الكثيرين منهم في ذلك الوقت، فلما جاء أبو بكر ﵁ وعمر يخطب قال له: اجلس، فأبى عمر ﵁، وهو يعلم فضل أبي بكر ﵁، ولكن حبه لرسول الله ﷺ كان أكبر بكثير من طاعة أبي بكر ﵁ فتشهد أبو بكر ﵁، فمال الناس إليه، وتركوا عمر ﵁، لمعرفتهم بفضل أبي بكر ﵁ على عمر ﵁، فقال أبو بكر ﵁: أما بعد: من كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ (٣)، وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل

(١) موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري حديث (٩٧٤). (٢) البخاري حديث (٢٣٢٤) .. (٣) الآية (١٤٤) من سورة آل عمران.

1 / 62