The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
ناشر
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
ژانرها
مِن ابنِ أُمِّ عَبْدٍ» قال: فأدلجت إِلى ابنِ مسعود لأُبَشِّرَهُ بما قَال رسول اللَّه ﷺ، فلما ضربت البَاب سمع صوتي، فقال: ما جاء بك؟ فقلت: جئت أبشِّرُك بما قال رسول اللَّه ﷺ، قال: سبقك أبو بكر، قلت: إن يفعل فإنه سابق بالخيرات، ما استبقنا إِلى خير قط إِلا سبقني إليه أبو بكر" (١)، ومن هنا يكون التفاضل على الإجمال فالأول بعد أبي بكر عمر ﵄، ثم عثمان ﵁، ثم علي ﵁، ثم أفضل الناس بعد هؤلاء طلحة ﵁، والزبير ﵁، وسعد بن أبي وقاص ﵁، وسعيد بن زيد ﵁، وعبد الرحمن بن عوف ﵁، وأبو عبيدة عامر بن الجراح ﵁، وهؤلاء هم المبشرون بالجنة، وكلهم يصلح للخلافة، وأهل بدر، وأهل بيعة الرضوان، المهاجرون الأولون والأنصار، وهم من صلى القبلتين، ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله ﷺ القرن الذي بعث فيهم رسول الله ﷺ، ثم أفضل الناس بعد هؤلاء من صحب رسول الله ﷺ يومًا، أو شهرًا، أو سنة، أو أقل من ذلك، أو أكثر، نترحم عليهم، ونذكر فضلهم، ونكف عن زللهم، ولا نذكر أحدًا منهم إلا بالخير، لقول رسول الله ﷺ: «إن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» (٢)، وقال سفيان بن عيينة: من نطق في أصحاب رسول الله ﷺ بكلمة فهو صاحب هوى (٣). قلت: وأصحاب الأهواء هم الزنادقة ولا شك.
أصل المفاضلة:
أصل المفاضلة مأخوذ من كلام الله ﷿، وكلام رسول الله ﷺ، فقد أثنى الله على عباده وجعل منهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وليس هذا خاصا بأمة محمد ﷺ فقد بعث في كل أمة رسولا، وكان منهم الصديقون والشهداء والصالحون، لكنه تعالى جعل خير الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله ﷺ وجعل أصحابه خير الأصحاب، وجعل خير الأمة من عاش في القرون الثلاثة، على الترتيب، قال ﷺ: «خير أمتي القرن الذين يلوني، ثم الذين
_________
(١) أخرجه الطبراني، المعجم الكبير حديث (٨٣٤٣) ..
(٢) البخاري حديث (٣٦٧٣) أخرجه مسلم حديث (٢٥٤٠).
(٣) طبقات الحنابلة (١/ ١٨٠).
1 / 35