119

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

ناشر

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرها

الأقاويل، ونفى علمه بها في السابقين، وهذا ما كان عليه جميع الصحابة ﵃، ومنهم علي ﵁ قد تواتر عنه من طرق كثيرة قيل: إنها تبلغ ثمانين طريقا أنه قال: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم وعمر» (١)، ومن بعد الصحابة التابعون، قال ليث بن أبي سليم ﵀: "أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدا"، وقال مسروق وطاووس - وهما من أجل التابعين رحمهما الله: "حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة" (٢). قلت: هذا موقف العالمين بقدر وفضل آل البيت، بعيدا عن الغلو والزندقة، هم شيعة الحق والهدى، ليسوا كمن رفض الحق وانتحل الكذب والزور والبهتان، وصنع من آل البيت آلهة يعبدون من دون الله ﷿، كل ذلك من أجل الكيد لخير القرون ومن تبعهم بإحسان، أهل السنة والجماعة السائرين على ما كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه ﵃، فهم الطائفة المنصورة لا يضرهم من خالفهم حتي يأتي وعد الله ﷿. ختم الخلافة ووحدة الأمة: بقتل علي ﵁ وتنازل الحسن ﵁ ختمت خلافة النبوة، وختمت وحدة الأمة على المنهج النبوي، وصار للسنة مدلولان: الأول: يطلق على المنهج المخصوص بالسلوك والاتباع لأمر الكتاب والسنة فعلا وتركا، وهو ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه ﵃، فلما قُتل علي ﵁ وظهرت البدعة في الدين وصار لها شيع وأنصار، وجُعل لكل شيعة منها اسم، وأُطلق على الملتزمين بما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه ﵃، والذين اتبعوهم لقب: أهل السنة والجماعة، فالمراد بالسنة هنا معناها اللغوي، والتعريف فيها للعهد. الثاني: إطلاق السنة على أقوال النبي ﷺ وأفعاله وتقريراته وشمائله، ويطلق عند الفقهاء على ما واظب عليه ﷺ غالبًا لا على سبيل الوجوب، وبالمدلول الأول اللغوي يأخذ كل من ابتدع في الدين ولهم في ذلك اصطلاحات وقواعد في إثبات

(١) المنتقى من منهاج الاعتدال ١/ ٣٦١. (٢) المنتقى من منهاج الاعتدال ١/ ٣٦١.

1 / 123