The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University

Medina International University d. Unknown
101

The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University

أصول الدعوة - جامعة المدينة

ناشر

جامعة المدينة العالمية

ژانرها

إن رسالة محمد ﷺ هي رسالة المستقبل المديد ولا شك، وهي أيضًا رسالة الماضي البعيد، إنها في جوهرها وأصولها الاعتقادية والأخلاقية رسالة كل نبي أُرسل وكل كتاب أُنزل، فالأنبياء جميعًا جاءوا بالإسلام ونادوا بالتوحيد واجتناب الطاغوت، كما صرح بذلك رب العالمين ﷾ حيث قال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (الأنبياء: ٢٥)، وقال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (النحل: ٣٦). لقد أعلن كل نبي بعثه الله تعالى قبل محمد ﷺ أنه من المسلمين، قالها نوح وإبراهيم ومن بعدهم من الأنبياء والمرسلين، قال الله تعالى حكاية عن نوح ﵇: ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (النمل: ٩١)، وقال إبراهيم وإسماعيل ﵉: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾ (البقرة: ١٢٨)، ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِي إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (البقرة: ١٣٢)، ودعا موسى ربه قائلًا: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ (يوسف: ١٠١)، وقال موسى ﵇ لقومه: ﴿وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْم إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾ (يونس: ٨٤)، ولما آمن السحرة برب العالمين وهددهم فرعون بالقتل والتعذيب قالوا: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾ (الأعراف: ١٢٦) وبعث سليمان بن داود ﵉ إلى بلقيس ملكة سبأ يدعوها إلى الإسلام، قالت: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (النمل: ٣٠، ٣١)، وقال النبي ﷺ كما أمره ربه أن يقول: ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِين﴾. فرسالة محمد ﷺ في جوهرها هي رسالة كل نبي جاء من عند الله منذ عهد نوح إلى محمد ﷺ، كما قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي

1 / 115