The Foundations of Attaining God Almighty
أصول الوصول إلى الله تعالى
ناشر
المكتبة التوفيقية
شماره نسخه
الثانية
محل انتشار
القاهرة
ژانرها
إذ إن هذا شأن السالكين إلى الله - تعالى - في كل زمان ومكان بل وانه من شأن الأنبياء والمرسلين، ذالكم الجسر هو الابتلاء والمحن التي تصيب السائر.
فلابد في هذا الطريق أن يصقله الابتلاء وأن تظهر معدنه المحنة، قال لله - تعالى - " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "
(العنكبوت: ٢ - ٣) .. وكان اول تبشير الرسول ﷺ بالنبوة انذاره بالاخراج .. قال ورقة: ما أتى رجل بمثل ما أوتيت به الا عودى .. وقال الراهب للغلام: أنت اليوم أفضل منى وانك ستبتلى .. وقيل للشافعى: أحب إليك أن يمكن الرجل أو يبتلى، قال لا يمكّن حتى يبتلى.
فالجسر إلى التمكين في هذا الطريق هو الابتلاء .. ولابد من الصبر فيه الاحتساب والرضا عن الله تعالى وبه، فانه جسر الوصول .. وقد حفت الجنة بالمكاره .. يقول ابن القيم:
" وان تأملت حكمته ﷾ فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجلّ الغايات واكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون اليها الا على جسر من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عبورهم إلى الجنة الا عليه، وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المحنة في حقهم والكرامة، فصورته صورة ابتلاء وامتحان، وباطنه فيه الرحمة والنعمة، فكم لله
1 / 43