295

The Foundations of Attaining God Almighty

أصول الوصول إلى الله تعالى

ناشر

المكتبة التوفيقية

ویراست

الثانية

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

لذلك قال ربنا ﷻ: " كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ " (الحاقة: ٢٤) .. يقول ابن كثير ﵀: " أى يقال لهم تفضلا عليهم وامتنانا وإنعاما وإحسانا، وإلا فقد ثبت فى الصحيح عن رسول الله ﷺ أنه قال: " اعملوا وسددوا وقاربوا، واعلموا أن أحدا منكم لن يدخله عمله الجنة "، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل " [متفق عليه] اهـ.
فإذا كان العمل الصالح وحده لا يدخل الجنة فما بالك بالسيىء ولذلك فإن متاعك الدنيوى " السيىء " كلما كثر كلما ضيع عليك الآخرة، وإنما قال الله: " بِمَا أَسْلَفْتُمْ "، ليرفع من همتك فى السير إليه، وإلا فالأصل أنه - سبحانه - الذى وفقك.
" وهذا اللون من النعيم مع هذا اللون من التكريم فى الالتفات إلى أهله بالخطاب، وقوله: " كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ " .. فوق أنه اللون الذى تبلغ إليه مدارك المخاطبين بالقرآن فى أول العهد بالصلة بالله، قبل أن تسمو المشاعر فترى فى القرب من الله ما هو أعجب من كل متاع .. فوق هذا، فإنه يلبى حاجات نفوس كثيرة على مدى الزمان، والنعيم ألوان غير هذا وألوان ".

1 / 307