171

The Foundations of Attaining God Almighty

أصول الوصول إلى الله تعالى

ناشر

المكتبة التوفيقية

شماره نسخه

الثانية

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

فكن معه وسيحميك ويحرسك ويحفظك ويسددك وينجيك، وإن ابتلاك فسيرضيك.
قال ابن القيم ﵀: " اصدق الله، فإذا صدقت عشت بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيك ما تحذره، ولطفه يرضيك بما يقدره " اهـ.
ستعيش وتحيا بين العطف واللطف .. فيعطف عليك .. فكل ماتخاف منه لن يحدث، لأنه - سبحانه - هو الملك - فلا يجرى فى الكون شىء إلا بقدره وإذنه ومشيئته، فسيحميك بعطفه .. وإذا قدر عليك شيئا تكرهه فسيرضيك بلطفه. إذا فكل لله كما يريد، يحميك ويرضك .. فسلم له تسلم.
فلان كان يقود السيارة وفى لحظة القدر لم ير أمامه، فكانت الحادثة .. وفيها حصل العطف واللطف .. فالعطف: أن السيارة تكسرت لكنه خرج هو وأولاده سالمين .. هذا عطف ..
أما اللطف: فإنه نزل من السيارة ساجدا يقول: الحمد لله .. يقولون له: السيارة انتهت، يقول: يا أخى، الحمد لله، الحمد لله .. فهذا لطف .. وعلى العكس: من يحلق لحيته: فيعصى فيؤذى فيتلفظ بما يسخط الله .. فلا هو نفذ الامر فعاش بعطف الله، ولا هو سكت فعاش سعيدا وفاز بلطف الله.
وهكذا .. إذا عشت لله فنفذت أوامره، وسلمت له زمام نفسك فأطعته فى كل مايأمرك به، سلمت، وسيرك بين عطفه ولطفه - اللهم احفظنا بعطفك ولطفك يا رب .. فسلم تسلم لتصل فالامر كله لله.
* * *

1 / 183