The Foundations of Attaining God Almighty
أصول الوصول إلى الله تعالى
ناشر
المكتبة التوفيقية
شماره نسخه
الثانية
محل انتشار
القاهرة
ژانرها
فكل نفس ينقص به جزء منك. والعمر كله قصير، والباقى منه هو اليسير، وكل جزء منه جوهرة نفيسة لا عدل لها ولا خلف منها، فإن بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد في النعيم أو العذاب الأليم، وإذا عادلت هذه الحياة بخلود الأبد، علمت أن كل نفس يعادل أكثر من ألف ألف عام في نعيم، وما كان هكذا فلا قيمة له، فلا تضيع جواهر عمرك النفيسة بغير طاعة أو قربة تتقرب بها، فإنك لوكان معك جوهرة من جواهر الدنيا لساءك ذهابها، فكيف تفرط في ساعاتك، وكيف لا تحزن على عمرك الذاهب بغير عوض؟! " اهـ.
وعن عمر بن ذر أنه كان يقول: " اعملوا لانفسكم - رحمكم الله - فهذا الليل وسواده، فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار، والمحروم من حرم خيرهما، إنما جعل سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم، ووبالا للاخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا لله أنفسكم بذكره، فإنما تحيا القلوب بذكر الله ﷿. كم من قائم لله - جل وعلا - في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته، وكم من نائم في هذا الليل قد ندم على طول نومته عندما يرى من كرامة الله للعابدين غدا، فاغتنموا ممر الساعات والليالى والايام - رحمكم الله -، وراقبوا الله - جل وعلا - في كل لحظة، وداوموا شكره " اهـ.
فلذلك أطالبك - أخى في الله - لكى تصل إلى رضوان الله ﷻ بأمر مهم: هو ان تحصل لك عزلة شعورية تماما عن المستقبل وما يجرى فيه، لأنك لا تعلم الغيب، قال ربنا ﷻ:
" وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا " (لقمان: ٣٤)، ولا تخف من المستقبل فالله معك يعينك، وهو - سبحانه - لا يضيع عباده الصالحين " إن ولىّ الله الذي نزل الكتاب
1 / 116