452

The Forty Creedal Principles

الأربعون العقدية

ناشر

دار الآثار

ویراست

الأولى

سال انتشار

٢٠٢١ م

محل انتشار

مصر

ژانرها

*وعن أنس بن مالك ﵁ في استسقاء النبي ﷺ المطر على المنبر، قال ﵁:
" ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ ". (^١)
وقد ترجم له البخاري، باب: من تَمَطَّرَ في المطر حتى يتحادر على لحيته.
قال ابن حجر:
كأن المصنف أراد أن يبين أن تحادُرَ المطر على لحيته ﷺ لم يكن اتفاقًا، وإنما كان قصدًا، فلذلك ترجم بقوله:
" من تمطَّر "، أي: قصد نزول المطر عليه؛ لأنه لو لم يكن باختياره لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف، لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيته ﷺ. (^٢)
*وعن ابن أبي مليكة قال:
كان ابن عباس -رضى الله عنهما- إذا مطَّرت السماء يقول: يَا جَارِيَةُ! أَخْرِجِي سَرْجِي، أَخْرِجِي ثِيَابِي، وَيَقُولُ:
﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا﴾. (^٣)
٢) القسم الثاني:
حال من ينسب المطر إلى النوء، فيقول مُطرنا بنوء كذا وكذا....
فما حكم هذا القائل بنسبة المطر إلى النوء؟
نقول أولًا:
كان من عادة أهل الجاهلية أنهم ينسبون كثيرًا من الأحداث التى تقع في الأرض بحركة النجوم والكواكب، ومما يدل على ذلك:
ما رواه ابْنَ عَبَّاسٍ -رضى الله عنهما-قَالَ:
أنه قد رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لأصحابه:
«مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا؟»
قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«فَإِنَّهَا لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنَا ﵎ اسْمُهُ، إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا» ثُمَّ قَالَ:
" الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا

(^١) رواه البخاري (١٠٣٣)
(^٢) فتح الباري (٢/ ٥٢٠)
(^٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٢٢٨)، وصححه الألبانى في صحيح الأدب المفرد (ص/٢٩٨)
والسرج ما يوضع على ظهر الفرس.

1 / 479